بقلم: طارق الفريح
جلال عامر هو كاتب وصحافي مصري راحل، ولد في يوم 25 سبتمبر عام 1952، تخرج في الكلية الحربية وشارك في 3 حروب مصرية وكان أحد ضباط حرب أكتوبر، يعد أحد أهم الكتاب الساخرين في مصر والعالم العربي، صدر له في عام 2009 كتاب بعنوان «مصر على كف عفريت»، توفي في فجر يوم 12 فبراير عام 2012 إثر إصابته بأزمة قلبية أثناء مشاركته في مسيرة مناهضة لحكم العسكر في رأس التين، وذلك عندما شاهد مجموعة من البلطجية يهاجمون المتظاهرين، وحسب شهود العيان الذين لازموه في آخر لحظات حياته بأنه أثناء سقوطه كان يردد جملة واحدة «المصريين بيموتوا بعض»، كرمته محافظة الإسكندرية بإطلاق اسمه على شارع في منطقة بحري بحي الجمرك مسقط رأسه، وحاليا يتم التحضير لعمل كتاب يضم بعض أعماله بعنوان «قصر الكلام»، وقد تشرفت بالقراءة له واختيار إحدى مقالاته لأضعها في زاويتي اليوم وبين أيديكم، وهي بعنوان: سيناء يا حلم الطفولة، قال فيها: هذه رسالتي قبل الأخيرة إليكم وبعدها قد نفترق، فالدولة التي تنشغل بالقلب تضيع الأطراف، ألم تسألوا أنفسكم: لماذا تغنون أنتم لتحريري ولا أغني أنا للعودة إليكم؟ يا من هان عليكم نخيل العريش وظلال وادي الراحة فحولتم جنوبي إلى «منتجعات» وشمالي إلى «عشوائيات»، فأنا لا أصدق أغانيكم التي تشبه وعودكم الزائفة بمساعدتي، لماذا تعتبرونني أختا غير شقيقة أو إصبعا زائدا مطلوبا قطعه فتدخلون «الغاز» إلى ربع مدينة «العريش» وإلى كل مدينة «تل أبيب» وتتهمون أبنائي بالخيانة فيتهمونكم بالكفر؟ نقلني فسادكم من «ازرع كل الأرض مقاومة» إلى «ازرع كل الأرض حشيش» فتحولت على أيديكم من أرض «الفيروز» إلى أرض «القنب» و«الخشخاش»، يربطني بكم نفق واحد ويربطني بالآخرين عشرات الأنفاق، أهملتموني وتركتموني وحيدة ظلما مثل إخوة يوسف، فمن الطبيعي أن يلتقطني بعض السيارة فيبيعون ويشترون، في كل مرة أستدعيكم بالحسنى إلى أحضاني فتستدعونني بالشرطة إلى بيت الطاعة، يا أشقائي مرضت فلم تعودوني، وافتقرت فلم تساعدوني، وتهت فلم تبحثوا عني، فزوار حديقة الحيوان عندكم في يوم أكثر من زواري منكم في عام، قسمتني المعاهدة سياسيا بالطول إلى منطقة «أ» ومنطقة «ب» ومنطقة «ج» وقسمتموني إداريا بالعرض إلى «شمال» و«جنوب»، فتحولت من حائط صد إلى شبكة مهلهلة، الجميع يتودد إليّ إلا أنتم رغم أننا أبناء أب واحد هو «التاريخ» وأم واحدة هي «الجغرافيا»، فأين نصيبي الضائع من ميراث أبوي؟ يا أشقائي لو صرفتم على «نهاري» نصف ما تنفقونه على «ليل» القاهرة ما افترقنا. ولن نفترق، فما جمعه «الوهاب» لن يفرقه «الإرهاب»، لكنني بعد اليوم لن أقبل أن أكون مجرد «ستاد» تقام عليه معارككم ثم تنصرفون، يا أشقائي العدل أساس الملك، شقيقتكم الحزينة «سيناء».
[email protected]
[email protected]