أثناء زيارتي للجناح المصري في معرض لندن الدولي للسياحة في رحلة العمل الأخيرة مطلع الشهر الجاري حملني كثير من صناع السياحة وأصحاب الشركات السياحة المصرية رسالة حب وتقدير وعرفان للكويت الحبيبة اميرا وحكومة وشعبا على موقفهم التاريخي والوطني لدعم الاقتصادي المصري خلال هذه الازمة الاقتصادية التي تمر بها مصر.
هذا الموقف ليس بجديد على الكويت، بل امتداد لسلسلة مواقف اصيلة تجاه مصر وغير مصر، تجاه كل محنة عربية كانت وغير عربية، فالكويت دولة صاحبة تاريخ عظيم في مواقفها الشجاعة في الوقوف بجانب دول العالم اجمع في الأزمات والمحن، تطبق قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف «مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». وحملني أيضا الكثير رسالة أخرى تنم عن حب الشعب المصري للكويت ولجميع الكويتيين وتدعوهم لزيارة مصر والوقوف الى جانب السياحة المصرية التي تعيش أسوأ حالاتها منذ ثلاثة أعوام، الآن مصر تناديكم وتشد على أيديكم أيها الشعب العظيم، اهلا بكم في وطنكم الثاني مصر، أنتم في القلب، استمتعوا بدفء الشتاء في ربوع الأقصر واسوان، ومناطق اخرى جميلة تشتاق اليكم.
الآن بدأ الوضع الامني في الاستقرار وبدأ الوعي لدى جميع الشعب المصري بضرورة الاهتمام بالسياحة والسائحين والمحافظة على هذه الصناعة التي تسهم بما يقدر بـ 19% من الدخل القومي، مما يجعلها أحد القطاعات الاقتصادية المهمة في البلاد، ويجعل مصر من أكبر الدول السياحية في العالم العربي.
لقد دأبت مصر على استغلال كنوزها الأثرية التي تجتذب السياح والمهتمين من جميع أنحاء العالم، لكن السياحة المصرية حرصت على عدم الاكتفاء بنمط سياحي واحد، وسعت إلى التنويع، فأصبحت لها أوجه أخرى في السنوات الأخيرة، مثل السياحة المائية والسياحة العلاجية، إضافة إلى سياحة وليدة تدعى سياحة الصحراء، وهي سياحة تعتمد على تنظيم رحلات داخل الصحراء الغربية التي تحوي ميزات فريدة وعديدة.
ولعل ما يدعو الى الثقة والاطمئنان الى ان السياحة المصرية ستبقى متربعة على خارطة السياحة العالمية هو وجود قيادات تحمل الوفاء والإخلاص لهذا الوطن، وهذا لمسناه عن قرب كمراقبين متخصصين في دور وحركة وزير السياحة المصري الوطني المخلص، هشام زعزوع، فكان خلال معرض لندن اسدا شرسا يدافع بكل قوة عن مكتسبات ثورته وهويته العربية المصرية، يدافع عن السياحة المصرية بكل بسالة وصدق، لقاءات جمعته مع كل القيادات الرسمية والوفود الدولية المشاركة على المستوى الحكومي وعلى مستوى القطاع الخاص من جميع الشركات السياحية المشاركة بالمعرض، استحق الوزير ان يلقب بـ «الدينامو» لحيويته ورشاقته في الحوار والإقناع وسيطرته على الوقت، فكان كالسيف بحق، قطع الوقت وتمكن من اجراء كم هائل يفوق الطاقة مع المسؤولين ورواد معرض لندن بوعي غير مسبوق، حيث تمكن من اقناع الدول الأوربية بإلغاء حظر سفر مواطنيها الى مصر، وكان نداؤه دائما ونداء جميع المصريين «مصر آمنة»، وستظل كذلك كما قال الباري عز وجل (ادخلوا مصر ان شاء الله امنين)، وهل هناك اصدق من الخالق سبحانه؟!
وقد اتت هذه السلسلة من اللقاءات المكثفة ثمارها بشكل يفوق كل التوقعات، ونجح الوزير المصري هشام زعزوع في اقناع وزير الدولة لشؤون الخارجية البريطانية في رفع حظر السفر البريطاني عن الاقصر واسوان كخطوة أولية في رفع حظر السفر الى جميع انحاء مصر، فشكرا هشام زعزوع، اكتسبت ثقة العالم وتقدير كل العاملين في المجال السياحي المصري، فتستحق ان تمثل مصر وان تتمسك مصر بك.
[email protected]
@kkabsha