ربما من حسن حظ الطائر الأزرق او الخطوط الجوية الكويتية انه لأول مرة يكون رئيس مجلس الإدارة ورئيس الجهاز التنفيذي طيارا، وهذه ميزة كبيرة قلما تتوافر، ويجب ان تصب في خانة تطوير الشركة وتعويض سنوات الغياب عن المنافسة والتعثر الذي واجه الشركة في بعض المفاصل.
الطائر الأزرق حاليا في حالة لا تسر عدو ولا حبيب، بعد ان خرج خالي الوفاض من معرض دبي الدولي للطيران، جريح ينتظر القرارات الحكومية التي تعيد اليه اعتباره وكبرياءه وعنفوانه التنافسي على خارطة الطيران الخليجية التي قفزت عدة خطوات هائلة، واختصرت الزمن في سنوات قليلة، ضاربة المثل بأنه ليس هناك مستحيل.
تجارب طيران الاتحاد يجب ان تعطينا درسا، ان الفرص لا تنتهي وان افاق التطور لا سقف لها، وان الإبداع والابتكار لا حدود لهما، وعلينا ان نستغل خبرة كباتن «الكويتية» على رأس الإدارة والجهاز التنفيذي، وتحرير القيود التي كبلت الشركة ولا تفيد سوى المنافسين.
الطائر الأزرق يقف مكلوما مكتوف الأجنحة وهو ما كان في السابق يغرد وحيدا فريدا يتفاخر بحداثة اسطوله، وفخامته وخدمته الذكية، ليس عيبا التعثر لكن العيب ان تبقى متعثرا، فلا مقاومة او محاولة للعودة الى حلبة المنافسة من جديد وهو ما نتمناه للخطوط الكويتية كونها ضلعا تنافسيا ويحمل اسم اغلى البلاد «الكويت».
الجهود المبذولة من رئيس مجلس الإدارة الكابتن سامي النصف في إقناع المعنيين يجب ان تقابل بالتجاوب السريع وتقديم يد العون له، لأنه يقوم بعمل وطني من الطراز الأول.
وبنظرة سريعة على معرض الطيران الذي عقد مؤخرا في دبي وبلغت حجم التعاقدات فيه نحو 200 مليار دولار، نجد ان الشركات الخليجية في المعرض استحوذت على نصيب الأسد من حصة شراء الطائرات التي بلغت 194 مليار دولار في مسعى لتوسيع اساطيلها، وذلك لاستيعاب الاعداد المتزايدة من حركة المسافرين عبر المنطقة وتنويع ايرادات اقتصادها حيث تشهد منطقة الخليج نموا مطردا وتأتي بعد الولايات المتحدة والصين من حيث نمو حركة الملاحة الجوية بها.
كل هذه الصفقات الضخمة في صناعة الطيران تجعلنا نسارع الخطى بالطاقة القصوى حيث بات بيننا وبين المنافسين مسافات كبيرة تحتاج الى تخطيط، وعي، دعم، مساندة، تحفيز، واستعادة ثقة. يجب ان نخرج سريعا من حالة التوسل الى الحكومة من أجل التأجير.
اعتقد ان المرحلة الراهنة هي مرحلة التنفيذ وترجمة التوصيات، فلقد انتهت جميع الدراسات من الشركات العالمية المتخصصة في تقييم وضع الخطوط الكويتية وقدمت التوصيات الى الحكومة والى الآن لم ينجز شيء على ارض الواقع، فالى متى تنتظر الحكومة، هل من المنتظر ان تحدث كارثة، معاذ الله، نحن ومن خلال رسالة الاعلام السامية نناشد المسؤولين عن هذا الملف أن يكونوا على قلب رجل واحد، وان ننحي خلافاتنا جانبا وان نرى الطائر الازرق يحلق في السماء عاليا بحلته الجديدة، وان تكون هناك قرارات سريعة وحاسمة من اجل الكويت.
[email protected]
@kkabsha