عادل العتيبي
يؤلمني ما أشاهده في بعض القنوات الفضائية الخاصة رغم أنني من الذين استبشروا خيرا مع ظهور هذه القنوات التي تحاكي المجتمع وتنقل همومه وتوجهاته عبر الشاشة الصغيرة، الا ان الوضع اختلف تماما وأصبحت هذه القنوات تبحث عن الشهرة ضاربة بعرض الحائط جميع الأعراف والمبادئ الإعلامية، حتى ميثاق الشرف الإعلامي ليس له وجود في هذه القنوات او انهم لا يعرفون عنه شيئا.
هذه القنوات التي بدأت تنتشر بسرعة البرق بعضها لم تراع مشاعر المشاهدين بما يعرض فيها، فتارة نجد الاستخفاف بالمشاهد من باب التسلية والترفيه وبعضها اصبح مرتعا للمراهقين والمراهقات، وقس على ذلك قنوات الأغاني الهابطة وما على شاكلتها.
ولم نقف عند هذا الحد بل انتقلت هذه العدوى الى القنوات الدينية واصبحت تفتي بأمور ليس لها بها علم وأطلقوا على الشاب الصغير لقب شيخ والرجل الكبير عالم، ويتحدثون في أمور دينية رغم ان الدين بريء منها ويقدمون فتاوى للمشاهدين ويحللون ويحرمون وتتضارب فتاواهم بفتاوى أخرى وأصبحنا في حيرة من هذا أو ذاك.
لا يلام رب الأسرة اذا خاف على ابنائه من هذه القنوات التي تسيء الى الفكر ولا حيلة له بما انها دخلت بيته دون استئذان غير ان يشرح لهم مضار كل قناة حتى لو وصل الى مئة قناة او اكثر مادام لا يوجد رقيب ولا حسيب على هذه القنوات الخاصة التي تسعى الى الربح على حساب المشاهد.
لقد استطاع الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون بالانابة فوزي التميمي ان يضع بصمته خلال فترة وجيزة وذلك من خلال قناة العربي الثقافية التي ظهرت للمشاهد بعد تخطيط واجتماعات مكثفة وهي تحت البث التجريبي وظهر صداها عند المثقفين في الأقطار العربية، ما أتمناه من وزير الإعلام الا يخسر مثل هذه الطاقة ويجدد ثقته بهذا الرجل ويسلمه زمام الأمور في قطاع التلفزيون حتى نجد بصمته على القنوات التلفزيونية الأخرى ويوقظها من نومها العميق.