لعل المراقب لما يحدث في دبي من طفرة عمرانية للبنية التحتية الجاذبة للسياحة يقف مذهولا نتيجة الوتيرة السريعة والقفزات الهائلة في اجراءات التنفيذ.
ويذهلك اكثر ان الكويت لا ينقصها شيئا لأن تقفز ضعف هذه الخطوات، فالقوة المالية حاضرة والعقول متوافرة، والمقومات الاقتصادية كامنة فقط ربما تغيب الارادة الصلبة والحقيقية لتخطي الروتين الاجرائي والبيروقراطي لنقفز نحو التنفيذ.
لعل ما احزن خبراء السياحة والسفر وانا احدهم، هو تأخير حلم المطار الذي قد يطير من خطة التنفيذ وهو الذي كان سيشكل نواة حقيقية في طريق الكويت كمركز مالي وتجاري وسياحي وواجهة اقتصادية مميزة، لم لا والعالم تغبطه الفرحة والطمأنينة والرغبة في التعامل مع هذا البلد الكريم المضياف.
مشروع المطار تأخر كثيرا ونخشى عودته الى نقطة الصفر والبداية رغم التحديات الهائلة والضغط الكبير على مرفق المطار الحالي الذي لم يعد يستوعب أي مناسبة للسفر وبات الجميع يشعر بذلك.
ببساطة المطار واجهة وانطباع ويعتبر عنوانا اقتصاديا كبيرا وعريضا، فماذا نحن فاعلون، والكويت مقبلة على منافسة تميزها وتحقق لها خصوصيتها؟
على الرغم من امتلاك الكويت امكانات كبيرة في قطاع السياحة، فانها لم تجعل السياحة أولوية وطنية، ونتيجة لذلك لم تسهم السياحة في أي ناتج في الدخل القومي والدعم الاقتصادي الوطني خلال الأعوام الماضية.
لقد ضاق صدر المسافرين المغادرين والقادمين من امكانيات مطار الكويت الدولي المحدودة حيث لم ىيستوعب المطار حجم الزيادة الكبيرة في عدد المسافرين وبالأخص في مواسم العطلات والاجازات، زيادة طبيعية تحدث في كل دول العالم تقابلها خطط استراتيجية لتنمية وتطوير المطارات والبنية التحتية والسعة الفندقية.
المطارات في كل دول العالم وبالأخص امام السائحين هي الانطباع الأول والأخير الذي يكون به السائح الصورة الذهنية لتلك الدولة التي يزورها، فمطار الكويت بقدرته الاستيعابية الحالية التي لا تتجاوز سبعة ملايين راكب في العام وقف عاجزا عن استيعاب النسبة المرتفعة خلال الأعوام الماضية والتي قاربت 10 ملايين راكب بنهاية 2014.
ونخشى أن يتم إلغاء مناقصة انشاء مبنى رقم 2 لتوسعة الطاقة الاستعابية للمطار، وهذا الإلغاء، إن حدث، فليس الأول من نوعه حيث أن مشروع تطوير المطار مطروح منذ عام 2007.
ما يحدث مع توسعة المطار يذكرنا جميعا بما حدث مع الخطوط الجوية الكويتية التي ذاقت الأمرين في خطة تحويلها الى شركة وحجم الدراسات والمشاورات وحجم الوقت الكبير والبيروقراطية في العمل لإنهاء تحديث أسطول الشركة وتحويلها الى شركة والتي مازالت حبيسة الأدراج حتى الآن.
والسؤال الذي يطرح نفسه للقائمين على عملية تطوير المطار المنفذ المهم والحيوي والاستراتيجي لأي دولة في العالم، الى متى الانتظار؟ لحين حدوث ما لا تحمد عقباه؟!
النمو الديموغرافي كل عام في زيادة مستمرة والتطور الهائل والمذهل في صناعة الطيران لن يتوقف ويسير بسرعة البرق.
مطار الكويت الدولي يمر الآن بمنعطف خطير جدا ونحن من خلال الرسالة الاعلامية نناشد المسؤولين التحرك السريع والفوري لتنفيذ توسعة مطار الكويت والبدء في إنشاء مبنى الركاب 2 دون تأخير.
في المعادلة الاقتصادية مشاريع استراتيجية تمثل مصلحة عليا للبلاد وأمنا اقتصاديا لها، يجب اخراجها من دائرة الروتين والتأخير والتجاذبات السياسية لآن ارتدادها العكسي مكلف على الدولة.
امكانات الكويت اكبر من التعثر في إنشاء مطار أو اثنين وخلال اشهر قليلة، فليكن حلم المطار نقطة انطلاقة لإعادة هيكلة الاقتصاد وفتح افاق من الفرص في كافة المجالات بما فيها السياحية، هذا القطاع المنعدم من خارطة الاهتمام.