أحمد الحشاش
اصبح حجم «الثقب» الموجود في طبقة الاوزون الستراتوسفيرية فوق القطب الجنوبي وهي الطبقة التي تحمي الناس من الاشعة فوق البنفسجية الضارة اكبر مما كان في اي وقت من قبل، ونتيجة لانخفاض انبعاثات المواد المستنفدة للاوزون ومع افتراض الامتثال التام لاحكام بروتوكول مونتريال، فمن المتوقع ان تعود طبقة الاوزون الى سابق عهدها ولكن ليس قبل الفترة ما بين عامي 2060 و2075 وذلك حسب التقرير العلمي وتوقعات البيئة العالمية (geo).
ان ما لفت انتباهي اثناء قراءتي لتقرير البيئة العالمية ان هناك ربطا وعلاقة لا تنتهي ما بين البيئة والتنمية فلا تنمية تزدهر في تدهور البيئة والعكس صحيح، ولو ذهبنا الى ابعد من ذلك لوجدنا ان التنمية المبنية على اسس غير سليمة قد تكون هي بمنزلة الرصاصة التي تقتل البيئة، فالتغييرات غير المسبوقة للانشطة البشرية والصناعية في عالم يتسم بطابع العولمة والتصنيع والترابط، وهي انشطة تحركها زيادة تدفقات السلع والخدمات ورأس المال والناس والتكنولوجيا والمعلومات والافكار واليد العاملة وهي تؤثر على البيئة العالمية علما بأنها ليست موزعة بالتساوي في مختلف انحاء العالم، لذا وجب علينا ان نسلط الضوء على الدور الحالي الذي تؤديه البيئة في التنمية واهميتها لرفاهية الانسان، ان ما تقوم به الشيخة امثال الاحمد والفريق التابع لها في حماية البيئة لعله الطريق الصحيح لبدء التنمية الحقيقية التي لا تعرض حياتنا الى الخطر في المستقبل وبالتالي وجب على المسؤولين وصناع القرار ان يربطوا في برامجهم التنموية بين التثقيف والوعي البيئي وذلك بالاطلاع على افضل البحوث والبيانات العلمية المتوافرة والاستفادة من التطورات السريعة لتحسين البيئة والتصدي للمشكلات البيئية ومن هنا نستطيع القول ان على رجال الاقتصاد والمسؤولين وصناع القرار ان ينظروا بعين الحذر فلا تنمية من دون بيئة سليمة وتنمية سريعة من دون بيئة هي بمنزلة انتحار جماعي ولكن ببطء.