كثر التأويل في مجتمعنا المتآكل عن الهيمنة الفكرية ذات الطابع الإسلامي التي غرسها البعض بكامل إرادته والآن يقتلعها البعض الآخر وبنفس الطريقة والحقيقة والهدف! وما إن تتفكر في ملامح سكان جزيرتنا العربية لا يسعك إلا أن تشفق على ما يدور بين أروقة القرار السياسي المتسارع الذي يسلخ هويته العربية والإسلامية كل يوم قاصدا وجه الأشباح التي تتمرغ ضحكا بين ثنايا هويتنا الأصيلة! فمنذ طلائع الصحوة المباركة وتحديدا قبل ثلاثة عقود عندما كنا نتوكأ على الألف والياء والتمتمة والتأتأة! وجدنا من يحتوي جهلنا ويعلمنا حق الدين وحقيقة التشريع وحقائق الأحكام! حتى اقترنت أسماء تلقائية ذات التجديد والتأصيل المبارك، وارتسمت ملامح شرائعنا ومصادرنا على أكمل وجه وبرعاية مباشرة من أهل الحل والعقد! واستمر هذا الكيان الديني واستمرت معه كل الأطروحات التي تدعم أواصره الفاضلة إلى أن أصبحت منهلا حقيقيا للشعوب والحكومات والمؤسسات!
ترى ماذا حدث: ألسنا من أرسى كل هذه الدعائم؟ ألسنا من حاربنا بهذا الفكر النظيف كل بدعة وضلالة وانحراف وتغريب؟ ألسنا من أثرينا بإرادتنا وجه المكتبات من بطون كتبهم ومراجعهم وتراجمهم الفذة؟ ألسنا من سيس كل شاردة وواردة لخلق أرضية تدعم القرار السياسي؟.. ماذا حدث؟: بين عشية وضحايا نتنصل من أنفسنا وأنفاسنا وعبقنا الأسمر !.. نعم بإرادتنا سميت شوارعنا بأسمائهم، وطبعنا نتاجهم وحاربنا خصومنا من خلالهم! فبالأمس كانت ترسانة الجهاد الأفغاني في أوجها ومرورا بالقاعدة ووصولا بالحركات التي فرخت أقواما لا يفقهون من الدين غير لغة الذبح والحقد وإقصاء جل أفذاذ الأمة بعمائمها البيضاء وطرابيشها الحمراء!؟ والضحية هو الإسلام وكل مجدد للعصر والجيل والتأريخ!
وللحديث بقية،،
[email protected]
m_alenezikw@