وأنا أتجول في تويتر فوجئت بخبر وفاة الطالب عيسى البلوشي البالغ من العمر 9 سنوات، وهو مريض بالقلب اثر ضرب من مدرسته الوافدة والذي أفضى الى موته، وأن تتحول المدرسة لمشنقة للأطفال، هذا أمر بشع وقبيح، حين يسلم الأهالي فلذة أكبادهم للمدرسة ويتوقعون أن يحظى أبناؤهم بالعلم والتربية الحسنة، وليس الضرب والقتل.
وحين يتحول المدرس لأداة إعدام يجب أن نتوقف طويلا هنا، بغض النظر عن أنه حادث فردي إلا أنه متكرر، كثير من الأطفال تعرضوا للتعنيف وتمت الشكوى عليهم، ولكن المشكلة ما زالت مستمرة، وهو الأمر الذي يدعونا للتساؤل هل تتعامل الدولة مع مدرسين تكلفتهم هي الأرخص؟ لذلك أساليب التدريس والتعامل مع الطلبة سيء، ولا يحتوى على أدنى أسس الإنسانية؟
سأسترسل بموضوع الطفل المتوفى عيسى البلوشي والذي أجرى 3 عمليات لقلبه، وهو الأمر الذي يجعله من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنه يحتاج معاملة خاصة نظرا لوضعه الصحي الصعب، وقامت أمه مشكورة بإبلاغ الإدارة عن وضعه الصحي لتتم مراعاته، واشتكى الابن لأمه عن تعرضه لتعنيف من قبل المدرسة القاتلة، وبدورها الأم أبلغت الإدارة، بحضور المدرسة الأولى وحسب رسالة الأم المدرسة تعاملت بشكل وقح، ولم تعبر عن أسفها او رغبتها في التغيير.
الأمر المؤسف ان عيسى توفي بعد ساعة من تقديم الأم شكوى رسمية، حاولت الأم بكل الطرق حماية ابنها ولكن لا حياة لمن تنادي.
ومن أمن العقاب أساء الأدب فعلا، نحن قوم لا تؤدبنا غير العقوبة لأنه مع كل أسف بعضنا لا يمتلك من الإنسانية ذرة.
هذه المدرسة كان أجدر بها ان تعمل بمهنة تشبهها وليس كمدرسة بدلا من أن تربي أجيالا تقتلهم، والمسؤولية الأكبر تقع على كاهل وزارة التربية التي لا تقوم بدورات تأهيلية للمدرسين، وتكون دورة شاملة تتضمن كيفية التعامل مع الطلبة المرضى ومن ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات وأصحاب الأمراض النفسية، يجب ان يتم التعامل بأسلوب محترف، ويجب أن يتم التعامل مع أي شكوى على هيئة التدريس بجدية أكبر، أرواح أبنائنا ليست عبثا في ايدي مدرسين غير مؤهلين لمهنة عظيمة مثل هذه!
وعلى وزارة التربية ألا تكتفي بفتح التحقيق في قضية عيسى البلوشي فقط، بل تقوم بإجراءات احترازية مستقبلية لتفادي هذه الظاهرة المنتشرة بجميع محافظات الكويت وهي تعنيف الأطفال.
أطالب بوضع كاميرات بجميع الفصول وفرض الرقابة على المدرسين والطلبة، ليتم ضبط هذا التعدي بين الطرفين، لا نريد لدم عيسى البلوشي ان يضيع هدرا، بل نريد أن يكون بداية الطريق لسن قوانين صارمة تجاه موضوع التعدي على الطلبة في المدارس، ومنا الى الوزير ان كان يهمك الأمر!
قفلة:
يعاني الطلبة البدون من عدم وجود بعثات او حملات خيرية داخلية للدارسة الجامعية، ودور القطاع الخاص شبه معدوم مع هذه المرحلة الدراسية المهمة، لذلك أتمنى من القطاع الخاص وأصحاب المبرات الخيرية تخصيص جزء من ميزانيتهم للطلبة البدون المتفوقين للوصول للمرحلة الجامعية.
[email protected]