تجابه الدول وتطل على المجتمعات والأفراد أحداث ومنغصات ومفرحات بين فينة وأخرى، قد تكون من صنع الطبيعة وآثارها المدمرة أو تكون جراء ما اقترفته أيدي الناس سلبا وإيجابا لقوله تعالى: (وتلك الأيام نداولها بين الناس)، فالباحث والمنصف الحق من الدارسين والعلماء والكتاب توجب عليهم المعطيات الوطنية أن يبينوا لشعوبهم الأمور الايجابية والسعي لتطويرها، وفي المقابل إبراز الأمور السلبية العائقة للتنمية والتقدم وإظهارها مع تقديم الحلول والمقترحات والبدائل لأصحاب القرار.
شهدت دولتي الغالية في السنوات الأخيرة ما سبق ذكره، وأسهب الباحثون والناقدون لذكر الأمور السلبية والمعوقات، بيد أن القليل أرفق الحلول والبدائل لتلك السلبيات، بينما أغفل العديد ذكر ما قد يكون ذا قيمة إيجابية وتطويرية، وإحقاقا للحق، أذكر أدناه هذه الحقائق.
٭ نشرت وحدة المعلومات الاقتصادية لمؤسسة الايكونوميستر قائمة تشمل 140 مدينة في دول العالم تصنف كل منها على حدة وفقا لثلاثين مؤشرا من العوامل المتعلقة بظروف المعيشة ورغد الحياة والأمن والرعاية الصحية وجودة الطعام والتعليم والطرق ووسائل المواصلات (كأفضل مدن ملائمة للمعيشة) وكان ترتيب هذه المدن عالميا، وعلى النحو التالي:
الأولى: مدينة فيينا النمساوية، الثانية: عاصمة فيكتوريا الأسترالية، الثالثة: مقاطعة أوساتا اليابانية، الرابعة: مدينة كالقاري الكندية ثم سيدني الاسترالية وفانكوفر الكندية وطوكيو اليابانية وكوبنهاغن الدنماركية.
وشملت هذه القائمة دولتي الغالية الكويت، إذ رصد المراقبون فيها تحسنا مضطردا ومتصاعدا على هذه القائمة بما في ذلك الانفتاح الثقافي ولكونها ميناء للتجارة الدولية وانعكاس أهميتها الدولية على مظاهر الحياة اليومية، وعزو ذلك لأمور عديدة منها ثقافة العولمة وحرية الإنترنت.
٭ وضع تقرير حديث لصندوق النقد الدولي دولتنا العزيزة الكويت (مع صغر حجمها) في صدارة دول المنطقة في تقديم الدعم والمنح والمساعدات كنسبة من الناتج القومي تصل الى 16 % لجميع دول العالم والمتضررين من دون النظر الى الجنسية أو الدين أو التركيبة السكانية، كما أبرز التقرير بأن الكويتيين هم الافضل في الثقافة المالية.
٭ بيّن «مؤشر الجوازات» بأن الكويت ثاني أقوى دولة لإصدار وامتلاك جوازات السفر، حيث يتيح ذلك الجواز السفر الى عدة دول دون تأشيرات، تلك المؤشرات حديثة نشرتها مؤسسات أجنبية تشيد بدولتنا، فعلى مجلس الوزراء ومجلس الأمة والمواطنين والمقيمين السعي الدؤوب لزيادة تطوير دولتنا ونمو مجتمعها ومن ثم أفرادها، وذلك بتعزيز الايجابيات وبسرعة القضاء على السلبيات والمنغصات.
وتحضرني في هذه المناسبة ما تفجرت به قريحة النسيب الشاعر مشاري الحديي ابن شاعر الكويت مبارك الحديي شفاه الله.
الكويت دولة ما تنحني لأن فيها رجال تحبها.
الكويت واحنا معاها كلنا لغلاها جينا تغنى في حبها.
هنا اصبح المجد هنا عاد يشدو بالغنا
صوت وغنى لنا هو لو يا مال يا مليه يا كويت
وكلنا نحتفل فيج كلنا يا غلانا وحبنا
جعل كل عمرج هنا وكلنا نحتفل بج كلنا
حقا تباهي تسمو بغلاها ونتحدى كل صعب فيها
الكويت بعزوم أهلها يظهر فعلها ما يقدر الشر عليها
يا كويت من عمرك غير طيبه وأهل خير وهذي رباتج يا كويت
انتي يا ديرة بعيني كبيرة بالعز بالمجد يالصيت
ولا يفوتني في الختام أن أشكر ولدي أحمد وخالد للمساعدة في الحصول على كلمات شاعرنا الحبيب.
[email protected]