أياً كان لدى الفكر الإنساني من إدراك مطلق وعلم نافذ، فإن أيا منا، نحن البشر، لا يملك حكم تنفيذ أي شيء إلا بإرادة من إله الكون جل جلاله.
وأيا كان لدى المرء من طاقة وفهم لمجاري الأمور بالطبع لا يملك التكهن بما قد يحدث أو يقع في بساط الواقع، إلا بإيمان وتفويض من الله وحده لا شريك له.
ومهما تمكن الإنسان في فكره من بلاغة أو تطرف في أن يضع على أرض البشرية جمعاء من ملاءة نفشل نحن البشر في استحضار ما لدى اي شخص آخر مهما بلغ به الذكاء المطرد في اقاصي ديار العالم اجمع بما هو مستطاع من الذات الإلهية لكل نفس منا ايا كنا.
نعم.. هناك فكر متقد وذكاء مفرط لدى بعض بني الإنسان إلا ان اختراق العقل لا يكون إلا بمقدرة الخالق وحده لا مثيل له (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) وهو سبحانه المستطيع من إنفاذ مدى فهم كل منا دون مقارنة او استفراط.
وبالطبع نحب، نحن المسلمين، كلام الله ونقدر حكمته سبحانه وتعالى بوضع كل منا في واقعه، لما هو مبتغى منه، نفكر مليا بما جاء في القرآن الكريم وفي حيثيات الكلم والحديث آية بآية كامنة في اي سورة هي في وضع من الله العلي العظيم.
استنبط الانسان بمقدرة واستطاعة وبحكم من الله تعالى يظل هو في ادنى درجات الفهم لما جاء في هذا الكون العظيم، نظرا لطبيعة الفكر البشري بدفع من الخالق.
وهكذا نرى نحن جميعا ما بنفس الآخر أو الآخرين مما قد نتكهن به لا هو باستطاعة منه ولكن بتقدير وتحسب، يجب ان نعلم نحن البشر ما في ذاتنا من دونية عما هو عليه تقدير الإله وبحسبانه واستطراد المقدرة العظمى لديه سبحانه.
الحمد لله وحده ان ذات الإنسان وإن أفرطت في تلقي العلوم الفكرية في مجالات مختلفة فإنه مهما بلغ من علم ليس بقادر على الإلمام بكل أسرار العقل البشري والنفس البشرية، إلا بتقدير العلي العليم.
فلقد قال تعالى في نص القرآن الكريم (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) صدق الله العظيم.
وأيضا ذكر تعالى في قرآنه المقدس (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
صدق الله العلي العظيم.
[email protected]