في ظل الظروف الجوية التي تمر بها الكويت منذ أيام، ورغم ما كشفت عنه من تقصير في الكثير من المشاريع الحيوية، الا انها كشفت ايضا عن المعدن الأصيل لأبناء الشعب الكويتي في مواجهة التحديات والأزمات، كما أظهرت جليا تكاتف وتعاضد مؤسسات الدولة من جيش وحرس وطني وداخلية وبلدية وأشغال وإطفاء ودفاع مدني وإعلام في مواكبة هذا الحدث والإسراع في إنقاذ المتضررين من الأمطار وبذل اعظم الجهود للتغلب على تجمعات المياه سواء بسحبها سريعا عبر المضخات او بإغلاق بعض الطرق والجسور لحماية الناس.
وفي يوم الجمعة الماضي كان لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية السبق في توعية الناس بأسلوب راق وجذاب من خلال خطبة الجمعة الماضية الموافق 9 الجاري، حيث خصصت الوزارة خطبة ذلك اليوم لدعوة جميع مرتادي الطرق بالالتزام بقوانين المرور، والابتعاد عن السرعة العالية التي قد تكون سببا مباشرا في الفتك بقائد المركبة نفسه او بغيره من الناس.
لقد استمعت الى الخطبة من الإمام والخطيب الشيخ السيد الكمالي، وتفاعلت مع دعوته الى جميع الناس وخصوصا من فئة الشباب للابتعاد عن الرعونة والالتزام باليقظة حقنا للدماء وحفظا للأرواح وحماية للمال العام.
وقد تناول الشيخ الكمالي اهمية القيادة الهادئة وضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة وإعطاء الطريق حقه امتثالا لما اوصانا به رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتطرق الى اهمية الأخذ في الحسبان بأن بعض مرتادي الطرق قد يكون معه مريض او طبيب يريد الوصول الى المستشفى سريعا او لديه طارئ، وهنا لا بد ان نفسح الطريق ونلتزم بآداب الطريق وقواعد المرور والأهم من ذلك أخلاقيات ديننا الحنيف.
وقد تساءل الشيخ الكمالي في تلك الخطبة عمن يتجاوز السرعة المسموحة ولا يلتزم بقوانين المرور اذا ما تعرض لحادث ـ لا قدر الله ـ هل يكون منتحرا أم لا؟!
بالطبع هو تساؤل مهم، فالذي يتهور ويقود بسرعة زائدة ويؤدي ذلك إلى وفاته أو وفاة غيره يتحمل المسؤولية أمام المولى عز وجل عن هذه الأرواح، فكيف سيقابل رب العزة؟ وبِمَ سيردّ وهو الذي تجاوز السرعة وضرب بقوانين المرور عرض الحائط وتسبب في حرمان أسرة من عائلها او أطفال من أمهم أو غير ذلك؟
واذا كنا نشيد بوزارة الأوقاف على هذا التوجه النافع والمفيد للعباد، فإننا نشكر الإمام الكمالي على أسلوبه الراقي في دعوته السديدة، وندعو إخواننا وأبناءنا وشبابنا وجميع أبناء المجتمع والمقيمين على هذه الأرض الطيبة لأن يلتزموا بهذه الدعوة المباركة حفاظا على أرواحهم وأرواح غيرهم.
كما لا ننسى ان نشيد بدور وزارة الداخلية وعلى رأسها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح على جهدهم في تطبيق القوانين وردع المستهترين الذين يروعون الناس ويثيرون الخوف في قلوب الأبرياء بسبب قيادتهم المستهترة، وندعو الله ان يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.
[email protected]