من سيجلب الخبز اليوم..؟ سؤال لطالما سألني صديقي عنه وفي كل مرة أجيب: أخي سلمان.
ترى متى سأجيب: أنا.
حلم المشي من المدرسة إلى الدكان وليس الى البيت يعطي شعورا بالغبطة..
هذا المشهد استحوذ على التفكير 5 سنوات من الزمن، لأن مقياس العمر عندي وأنا في الصف الثاني الابتدائي ان الطفل عندما يكبر سيجلب الخبز من الدكان وهناك ميزة جميلة ان العمل له مقابل.. هناك حافز متمثل بالكازوزة.. «وحفنة من الحمص كنا نضعها في الزجاجة لتمتص الغازات فتصبح ألذ..».
وكان منتهى حلمي في وقتها ان يكبر أخي وينتقل الى المدرسة الإعدادية ليترك هذه المهمة لرجل البيت الجديد.. وهو أنا
في طبيعة الحال ونتيجة قرب المدرسة من منزلي فقد كنا نضطر أحيانا للهروب خلال فترة بين الحصص وكانت تقريبا 15 دقيقة لا أكثر وفي الغالب أقل.
حفرنا أنا وأخي نفقا صغيرا تحت السور كان أخي يترك المدرسة ويذهب الى المنزل ليتابع رعد العملاق...
أما خيمة السنديان.. فهذه حكاية أخرى
في الباحة المرتفعة قليلا والواسعة تلعب البنات لعبة (فتَّحي يا وردة غمضي يا وردة) وكنا نفضل قطع الدائرة التي يشكلنها ليس من باب اللعب وانما الأذية فقط..
اختارتني مدرسة الرياضيات ممثلا عن المدرسة في رواد الطلائع وكنت من المتفوقين.. وحسبما قيل كانت تنتظر المدرسة العلامة الكاملة وليس أقل..
في يوم الامتحان أصبت بنزلة برد وذهبت رغما عني وعند صدور النتائج كانت الفاجعة.. صفر لا أكثر ولا أقل..»
لو أرسلتني ممثلا عن الحب وقتها او عن الشعر والبلاغة لاختلف الأمر..
لم أحب الرسم يوما وكثيرا ما كنت أعتبر حصة الرسم أصعب من الرياضيات لأني لا اعرف فقط..
لكن أحب الموسيقى ودفتر الموسيقى من أوائل احتياجاتي المدرسية.. لكنه يبقى يتسول الحبر الى نهاية السنة..
ركضت ذات مرة وكان هناك عرس في حارتنا ذهبت لأراقب ضارب الطبل وإذ بي اكتشف انه يضرب على الطبل بعصي صغيرة وأخرى كبيرة فركضت كالمجانين أبث الخبر لأمي.. ضحكت ويا لجمال ضحكتها.
في المدرسة شجرة كينا كنا شهدنا زراعتها والآن أصبح طولها يقارب العشرة أمتار تقف وحيدة في وجه السنين العابثة بأحلامنا..
سألنا الأستاذ ذات مرة: ماذا ستصبحون في المستقبل..؟
اختلفت الآراء والأحلام غير أني حتى هذا اليوم أذكر أني المريض الوحيد في الصف وكلهم إما مهندسين او أطباء..
ولتكتمل الصورة بشكل دقيق لم يحقق أحد حلمه بعد..!!!