من حق وزير العدل وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.فهد العفاسي، الفخر بأن خطة وزارته التنموية، هي الأعلى ظهورا إلى حيز النور، والمشاريع التي وضع بذرتها منذ تقلده منصبه الوزاري في أواخر ديسمبر 2018، تسير بخطى ثابتة، على سكة التنفيذ، أو تقترب منها، متجاوزة التواريخ المحددة، للانتهاء منها.
وإذا كان هذا فعله في منصبيه الحاليين، فإنه تكرار مشهود، لما قدمه من إنجازات محمودة، يوم دخوله الحكومة أول مرة متوليا حقيبة وزارة الأوقاف والشؤون والإسلامية.. فمنذاك، وهو سيف مصلت على متعدي المال العام، والخارجين على أصول الإدارة، ولا غرو أن يكون الأكثر بين أعضاء الحكومة في قرارات تضمنت إحالات مسؤولين إلى النيابة.. فلا هوادة ولا مجاملة في تصديه للفساد.
وإذا كان من تفسير، لهذا المسلك القائم على التطوير والإصلاح، فهو شخصية الوزير العفاسي، التي تؤمن بالعمل الجماعي، وتعزز الفريق الواحد بين القياديين والإشرافيين، والتناغم بين الإدارات، لتكمل كل واحدة الأخرى.. فضلا عن التمازج المخلص لترجمة التعاون المنشود قولا وفعلا، بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
مسار الوزير العفاسي، القائم على تلمس احتياجات المواطن والمقيم إلى وزارته، هو ما جعل القطاعات والإدارات التابعة لإشرافه، أولى الجهات الحكومية التي تتحول في معاملاتها الى الخدمات الإلكترونية، تبعتها خطوات لبلوغ رفع الدعاوى القضائية كاملة وفق قنوات تكنولوجية، واستكمال ذلك بتسجيل مكاتب المحاماة كموطن مختار للتقاضي أو الأفراد بالاتفاق وفق ما ينظمه القانون.
وها نحن نرى اليوم طفرة في ربط كل قضية بتنفيذ الأحكام، حيث يستطيع الشخص الذي عليه التزامات مالية وفق هذه القضايا سدادها إلكترونيا، الى جانب ربط الخدمة مع وزارة الداخلية لإسقاط منع السفر والضبط والإحضار تلقائيا، فور سداد ما قرره القاضي في حكمه.
كما أن للوزير العفاسي الفخر بأنه ربط وزارته مع مختلف جهات الدولة.. لماذا؟ لأن في ذلك تعزيزا إضافيا لإتمام التقاضي إلكترونيا، مثلما هو بروز لخدمات وزارة العدل سهلة ميسرة أمام قاصديها، بلا تعقيد أو تأخير.
وبصمت ومن دون ضجيج إعلامي، يأتي مشروع وزير العدل الذي بموجبه يستطيع القاضي نظر القضايا المنظورة أمام دائرته إلكترونيا بواسطة رقم سري خاص به، دون أن يتحمل عناء البحث في الملفات الورقية ويحملها معه الى المنزل، وهذا جهد مشكور للوزارة، لأن من شأن ذلك، تخفيفا عن كاهل القضاة.
هنا، ليس رص عبارات إطراء وتحميد، لكنها غيض من فيض مشاريع وأعمال قد لا يعرف البعض أن وراءها وزير العدل، ما يفرض علينا كلمات صدق ننطقها من باب إحقاق الحق، رغم أن العفاسي زاهد بالإعلام وفلاشات الكاميرات، غير أنه عاشق للإبداع في العمل، ومراعاة الله في قسم قطعه على نفسه أمام سمو الأمير، وحتما هذا ما وضعه في مصاف الوزراء الأكثر نجاحا.