عصفور.. بطة.. شجرة.. بحيرة.. سماء.. غيوم
لا شيء من هذا..
إذن فهي قصيدة، امسك قلمي منذ حوالي الساعتين اكتب كلمة ثم اشطبها..
امزق الورقة وارميها في سلة المهملات..
رسمت وجه طفلة صغيرة، ومنطاد صغير حاولت جاهدا ان يطير وتطير الطفلة ولم أقدر...
مرة أخرى حاولت الكتابة، كتبتك اسمك ألف مرة ثم انتقلت الى صفحة اخرى، كتبتك ألف ألف مرة
هاجس انت يا فتاة، بعض من انا وبعض من انت لم يجتمعا يوما ولن يفترقا ايضا.. معضلة
وضعت بضع نقاط بجانب بعضها البعض، حاولت رسمك جاهدا، فشلت ورسمت نفسي..!!
بداخلي ملايين الأشياء التي ارغب في الكتابة عنها، لكن لا اعرف من أين ابدأ...
(قلم يتراقص فوق أشلاء الورق)
لعل هذا أدق وصف يمكن ان نصف به تلك الوريقات البائسة بين يدي..
يا لقسوتي، قلم وورقة وبعض من الهواجس والأفكار من هنا وهناك، اعجز عن تحمل خيط تتابعها..
أما انت يا عزيزتي...
بطلة القصة الحقيقية، وبطلة حياتي التي تحتمل كل هذا التناقض دون ان تكون أمامي حتى..
أحببتك بالأمس خمس مرات وكرهتك عشرة..
سافرنا مرتين في الاسبوع الماضي وجلسنا نشرب القهوة في فينيسيا، ثم أكملنا جولتنا، وانتهينا أمام تمثال فينيس في أثينا...
حملتك عصفورة في دفتري لعشر سنوات وطرت محلقا مع أسراب الورور من الشرق الى الغرب...
بنيت عشا في سفينة لاكازيتا التي تبحر من روما الى بيونس ايريس، هبت عاصفة قوية، وانكسر شراع السفينة وسقط العش..
ابتلعنا حوتا ازرق ومكثنا في بطنه خمس ليال كاملة ثم لفظنا لتتقاذفنا أمواج المتوسط حتى وصلنا شواطئ موناكو، لننتقل بعدها الى باريس في قبعة سائح أميركي وحين تعبنا من السفر وقفنا على أسلاك الكهرباء أمام متحف اللوفر...
ما أجمل الرقص معك في ساحات باريس، وما أجمل ريشك الأبيض..
أعتقد اني مجنون الى الحد الكافي الذي سمح لي بخطفك كل هذه السنين..
وكم انت صبورة لتتحملي كل هذا الضياع..!!
عدت الى منزلي في الواحدة بعد منتصف الليل، أشعلت الشموع، وضعت كأسين من الويسكي وجلست لنحتفل معا بانطلاق اول شعاع أمل في عتمة ما يحدث..
أنا وانت وقلمي وأوراقي فقط...
كونا جميعا على مدار السنين صالونا خاصا لمرتادي سهرات منتصف الليل..
شربنا ورقصنا حتى تعبنا وتعب منا السهر، وحين أدركت أين أنا..»
لم أجدك ولم أجد نفسي ولا الكؤوس ولا الشموع...
وجدت قلما يتراقص على أشلاء الورق...