الوجع أصم، والحنين أخرس، والشوق لا يرى وأصدق ما نشعر به أصعب من ان يروى...
هذا واقع الحال يا صديقي..
في زوايا غرفتي العبثية كتبت اغنيتي الخاصة ولحنتها كما تشتهي روحي، لأن الروح تحتاج أحيانا للثرثرة بصوت مرتفع...
حمل الليل ما تبقى من السكون وفرد جناحيه على فراشي ثم أيقظني فجأة وكأنه يريد مني ان اكتب مرة اخرى وشيئا مختلف...
في الشاطئ البعيد، حيث تاهت مشاعرنا أحيانا وضلت طريقها لا وجود للخرافات ولا وجود للأكاذيب..
هناك الحقيقة وفقط..
وقصة جزيرة الكنز في النهاية قصة..»
هل تأمل ان تذهب وتجد الكنز هناك حيث ذهب جون سيلفر ورجاله..؟
ان الكنز دائما موجود داخلك يا صديقي، في قلبك وعقلك ولسانك..
في روحك... لكن عليك البحث جيدا
صديقي...
أنا احدثك عن شيء اعظم من ان يكتب في حروف وبضعة اسطر.. والآن دعني اخبرك عني قليلا...
في داخل ألف طفل وألف عاشق...
لكن سمائي أرض لا تطاق...
وجنتي عين لا تنام...
ووطني طير لا يطير...
وزماني كاذب منافق وسجين لجراحه...
وفي حياتي أناس لا يعلمون ما خطأهم حتى.
وفي يدي ذبلت كل الأماني التي رسمتها الحياة...
لكن ليس من المهم فعلا.. فهناك عيون كحلت برؤية قاتلها ثم ماتت...
وقلب تدحرج تحت وطأة الذكريات فبقي في زمان الحب القديم في زمن لا يعرف ما معناه...
أنا مؤمن بأن اسوأ شيء في الحياة ليس بقاء الإنسان وحيدا، بل أسوأ ما في الحياة أن يعيش الإنسان مع شخص يجعله يشعر بأنه وحيد...
ثم تمضي الأيام يا صديقي..
لكنها تمضي بقلوب مجروحة، وأرواح منهكة
ليس هناك قلب خال من الجروح ومن قال لك انه شفي فهو كاذب..
كلهم يكذبون لحماية انفسهم من الجرح اكثر، لكن اغلبنا مثقل بالهموم والجراح..
وتمر قطارات العمر الواحد تلو الآخر ولا اركب أيا منها..!!
حقائبي كبيرة وأحلامي كثيرة وأغلب القطارات تتأخر عن مواعيدها...
وأنا شخص يحب الالتزام بالمواعيد..
هذا الزمان ليس زماننا، وتلك الأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا...
وحين نشعر بأن كلماتنا لا تصل، وأن مدة أحلامنا ما عادت تتسع
نختار الرحيل بـ«صمت»، فالصمت أجمل هدية نقدمها لأنفسنا المرهقة كي نختصر المسافات..
عليك بالكتمان يا صديقي، فالكتمان افضل طريقة للهروب وأسرع طريق للموت...