وجه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس رسالة إلى الشعب الأردني حول التطورات الأخيرة، مؤكدا أن تحدي الأيام الماضية لم يكن الأصعب على الوطن لكنه كان الأكثر إيلاما، مشيرا إلى ان الأمير حمزة اليوم مع عائلته في قصره.
وقال عبدالله الثاني، في رسالة نشرتها وكالة انباء «بترا» الرسمية، «اعتاد وطننا على مواجهة التحديات، واعتدنا على الانتصار على التحديات.. وخرجنا منها أشد قوة وأكثر وحدة»، وأضاف «لا ثمن يحيدنا عن الطريق السوي الذي رسمه الآباء والأجداد بتضحيات جلل، من أجل رفعة شعبنا وأمتنا، ومن أجل فلسطين والقدس ومقدساتها».
وحول التطورات الأخيرة التي تخللها اعتقال عدد من كبار الشخصيات السياسية والعشائرية من المقربين من أخيه غير الشقيق الأمير حمزة، قال العاهل الأردني «لم يكن تحدي الأيام الماضية هو الأصعب أو الأخطر على استقرار وطننا، لكنه كان لي الأكثر إيلاما، ذلك أن أطراف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه، ولا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم وغضب، كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية، وكقائد لهذا الشعب العزيز».
وتابع «لكن لا فرق بين مسؤوليتي إزاء أسرتي الصغيرة وأسرتي الكبيرة، فقد نذرني الحسين، طيب الله ثراه، يوم ولدت لخدمتكم، ونذرت نفسي لكم، وأكرس حياتي لنكمل معا مسيرة البناء والإنجاز في وطن العز والسؤدد والمحبة والتآخي.
مسؤوليتي الأولى هي خدمة الأردن وحماية أهله ودستوره وقوانينه.
ولا شيء ولا أحد يتقدم على أمن الأردن واستقراره، وكان لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأدية هذه الأمانة».
وأكد انه قرر «التعامل مع موضوع الأمير حمزة في إطار الأسرة الهاشمية، وأوكلت هذا المسار إلى عمي صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال.
والتزم الأمير حمزة أمام الأسرة أن يسير على نهج الآباء والأجداد، وأن يكون مخلصا لرسالتهم، وأن يضع مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق أي اعتبارات أخرى»، وأعلن أن الأمير «حمزة اليوم مع عائلته في قصره برعايتي».
وفيما يتعلق بالجوانب الأخرى «فهي قيد التحقيق، وفقا للقانون، إلى حين استكماله، ليتم التعامل مع نتائجه، في سياق مؤسسات دولتنا الراسخة، وبما يضمن العدل والشفافية».
ولفت إلى ان الخطوات القادمة «ستكون محكومة بالمعيار الذي يحكم كل قرارتنا: مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا الوفي».
ودعا إلى مواجهة التحديات «متحدين، يدا واحدة في الأسرة الأردنية الكبيرة والأسرة الهاشمية، لننهض بوطننا، وندخل مئوية دولتنا الثانية، متماسكين، متراصين، نبني المستقبل الذي يستحقه وطننا».
وتأتي هذه الكلمة بعد أيام على توقيف عشرات الأشخاص في البلاد، حيث قالت الحكومة إنها في إطار متابعة الأجهزة الأمنية لنشاطات تستهدف الوطن للأمير حمزة، ما استدعى توقيف عشرات المسؤولين.
ولاحقا، أعلن الديوان الملكي الأردني توكيل الأمير الحسن بن طلال، عم الملك عبدالله الثاني، للتعامل مع الموضوع.
ومساء الاثنين، أكد الأمير حمزة ولاءه للعاهل الأردني كاتبا في رسالة موقعة من قبله «نقف جميعا خلف الملك في جهوده لحماية الأردن ومصالحه الوطنية».
ثم أعلنت السلطات الأردنية صباح أول من أمس حظر النشر في تلك القضية، التي أثارت ضجة في البلاد خلال الأيام الماضية.
لكن عاد نائب عام عمان حسن عبداللات وأوضح أمس أن حظر النشر الذي صدر فيما يتعلق بملف الأمير حمزة، يشمل فقط مجريات التحقيق وسريته والأدلة المتعلقة به وأطرافه وسلامته وكل ما يتصل بذلك.
وقال عبداللات، في بيان نشرته (بترا) أمس، ان «الحظر يستثنى منه ما يعبر عن الآراء وحرية الرأي والتعبير ضمن إطار القانون وأحكام المسؤولية»، وأشار إلى أن الحظر يستثني أيضا التصريحات الصادرة عن الجهات الرسمية بهذا الخصوص، ويبقى القرار نافذا وساري المفعول حتى يصدر ما يقرر خلاف ذلك.