بعد ايام على كشفها عطلا اصاب مفاعل بوشهر النووي وتضاربت التصريحات حول سببه، أعلنت طهران أمس إحباط عملية «تخريب» كانت تستهدف مبنى تابعا للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، تزامنا مع تحذيرها من تأثر المباحثات بشأن الاتفاق النووي بقرار واشنطن إغلاق مواقع الكترونية لوسائل إعلام مرتبطة بها.
وفيما قد يكون استهدافا جديدا لمنشآت مرتبطة بالبرنامج النووي، أكد التلفزيون الرسمي على موقعه الالكتروني أمس، ما قال انه «فشل عملية تخريب ضد أحد مباني منظمة الطاقة الذرية»، مؤكدا أنها لم «تتسبب بأي ضرر».
وشدد على أن «الإجراءات المتخذة لحماية الأماكن العائدة الى منظمة الطاقة الذرية» أتاحت «تحييد» العملية «قبل أن تضر بالمبنى، ولم يتمكن المخربون من متابعة مخططهم»، وسبق لطهران أن اتهمت إسرائيل، بالوقوف خلف عمليات طالت منشآت أو علماء بارزين في هذا المجال.
في غضون ذلك، حذرت طهران من أن حجب واشنطن مواقع الكترونية لوسائل إعلامية مرتبطة بها، كان خطوة «غير بناءة» حيال المفاوضات التي تجري في فيينا حول الاتفاق حول برنامجها النووي الذي انسحب منه الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب.
وقال محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، «سنلجأ الى كل الوسائل القانونية لإدانة هذه الخطوة وأيضا كشف هذه السياسة الخاطئة من الولايات المتحدة، والتي تبدو غير بناءة في حين تجرى مباحثات بشأن الاتفاق حول البرنامج النووي».
وجاء ذلك تعليقا على قرار وزارة العدل الأميركية، إغلاق 33 موقعا لوسائل إعلام إيرانية وثلاثة مواقع لـ «كتائب حزب الله» العراقية المقربة من طهران، كثير منها إما مرتبط بأنشطة تضليل إعلامي أو بمنظمات تنتهج العنف، وإنها أوقفت عمل تلك المواقع لانتهاكها العقوبات الأميركية. وعادت عدة مواقع للعمل خلال ساعات بعناوين نطاق جديدة.
وفيما يتعلق بالمفاوضات، رأى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس أن التقدم الذي تحقق في مباحثات فيينا، يوفر «فرصا جيدة» للتوصل الى تفاهم في «مستقبل منظور».
وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي أنطوني بلينكن «نتقدم خطوة خطوة في كل جولة من المفاوضات ونفترض أن في سياق الانتخابات الرئاسية، هناك فرص جيدة لانجازها في مستقبل منظور».
وأقر بأن «المفاوضات (...) ليست سهلة، وكان ذلك واضحا خلال الأسابيع الماضية»، وأن «قضايا تقنية» لاتزال تحتاج الى اتفاق على حل بشأنها.
في هذا السياق، كشف واعظي امس ان واشنطن وافقت خلال المحادثات التي تجري في فيينا، على رفع كل عقوبات النفط والشحن المفروضة عليها وشطب أسماء بعض الشخصيات البارزة من قائمة سوداء.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عنه قوله «تم التوصل لاتفاق على رفع كل عقوبات التأمين والنفط والشحن التي فرضها (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب»، وأضاف «سيتم رفع حوالي 1040 من العقوبات.
كما تم الاتفاق على رفع بعض العقوبات على أفراد وأعضاء في الدائرة المقربة من الزعيم الأعلى».
في غضون ذلك، نقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية امس عن مصادر بوزارة الدفاع الأميركية أن الأخيرة رصدت فشل محاولة إيرانية لإطلاق قمر صناعي إلى مدار حول الأرض في منتصف الشهر الجاري، لكنها تستعد لمحاولة أخرى في المستقبل القريب.