طمأن وفد رفيع من قادة طالبان خلال زيارته الصين أن الحركة لن تسمح باستخدام أفغانستان كقاعدة لشن هجمات تستهدف أمن دول أخرى، في وقت يثير التقدم الميداني للمتمردين أمام القوات الأفغانية خشية دول مجاورة بينها الصين.
وأكد المتحدث باسم الحركة محمد نعيم لوكالة فرانس برس في كابول ان وفدا من طالبان زار الصين، مضيفا أن متمردي طالبان «أكدوا للصين أن الأراضي الأفغانية لن تستخدم ضد أمن أي بلد كان». وتعهد المسؤولون الصينيون بدورهم «بعدم التدخل في الشؤون الأفغانية، إنما على العكس المساعدة في حل المشاكل وإرساء السلام»، وفق نعيم. وعقد الوفد المؤلف من تسعة أعضاء بقيادة المسؤول الثاني في الحركة الملا عبدالغني بارادار «لقاءات منفصلة مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائب وزير الخارجية والممثل الصيني الخاص لشؤون أفغانستان»، بحسب نعيم الذي لم يكشف عن مكان الاجتماعات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحافيين في بكين: «أشار وانغ يي إلى أن حركة طالبان الأفغانية قوة عسكرية وسياسية حاسمة في أفغانستان». وأضاف: «التزمت الصين طوال الوقت بعدم التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية.. فأفغانستان هي ملك الشعب الأفغاني»، بما يتناقض مع «فشل السياسة الأميركية تجاه أفغانستان». واعتبر أنه لدى الشعب الأفغاني اليوم «فرصة مهمة لتحقيق الاستقرار وتطوير بلده».
في كابول، حض الرئيس الأفغاني أشرف غني المجتمع الدولي على «مراجعة رواية طالبان لناحية استعدادها وأنصارها لتبني حل سياسي». وحذر في كلمة ألقاها امس، من أنه «من حيث الحجم والنطاق والتوقيت، نواجه غزوا غير مسبوق خلال الـ 30 عاما الماضية».
وأضاف: «هؤلاء ليسوا طالبان القرن العشرين.. لكن ترجمة للعلاقة بين الشبكات الإرهابية العابرة للحدود والمنظمات الإجرامية العابرة للحدود».
وتزامنت مواقف غني مع تحذير وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الهند امس، من أن أفغانستان ستصبح «دولة منبوذة» في حال سيطرت طالبان على الحكم بالقوة و«ارتكبت فظائع ضد شعبها».
وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهندي إن متمردي: «طالبان يقولون إنهم يريدون الاعتراف الدولي والدعم الدولي لأفغانستان، يريدون على الأرجح أن يتمكن قادتهم من السفر بحرية في أنحاء العالم ورفع العقوبات وإلخ. إلا أن السيطرة على الحكم بالقوة وانتهاك حقوق شعبهم ليس الطريقة الصحيحة لتحقيق ذلك». من جهة أخرى، تجري طاجيكستان وأوزبكستان، المجاورتان لأفغانستان تدريبا مشتركا، مع روسيا، بالقرب من الحدود مع أفغانستان، الشهر المقبل، طبقا لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء امس. وذكر تقرير صادر عن المنطقة العسكرية المركزية الروسية أنه ستجرى التدريبات في منطقة التدريب «خارب-مايدون»، على بعد 20 كيلومترا من الحدود مع أفغانستان.
وسيشارك في المناورات 1500 جندي من الدول الـ 3 وسيبدأ التدريب في الخامس من أغسطس المقبل وسيستمر 5 أيام.