انتقلت المعارك المحتدمة بين قوات المشير خليفة حفتر الذي ينفذ هجوما على العاصمة الليبية طرابلس الواقعة تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطن إلى جنوب البلاد، مع تحذير الأمم المتحدة من اشتعال الأوضاع في ليبيا برمتها.
فقد أعلنت قوة تابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، سيطرتها على قاعدة «تمنهنت» الجوية التي تسيطر عليها قوات حفتر جنوب البلاد على بعد 30كم شرقي مدينة سبها.
وقالت «قوة حماية الجنوب» التي تم تشكيلها في الجنوب بعد بدء هجوم القوات الموالية للواء حفتر على طرابلس وأغلب عناصرها من قبائل التبو، قالت في بيان بأن «السيطرة على القاعدة جاءت تنفيذا لتعليمات القائد الأعلى للجيش الليبي فايز السراج وفي اطار عملية بركان الغضب» التي أطلقتها قوات الوفاق لصد هجوم حفتر على العاصمة قبل اسبوعين. وقد أكدت مصادر متطابقة أن قاعدة تمنهنت العسكرية تعرضت لهجوم مسلح، لكن مصدرا عسكريا طلب عدم ذكر اسمه أكد أنهم «صدوا ذلك الهجوم الذي تعرضت له القاعدة الجوية».
وأضاف «لم نفقد السيطرة على القاعدة لكي نستعيدها.. فالمهاجمون كانوا عبارة عن 15 سيارة مسلحة ولا تكفي هذه للسيطرة على قاعدة محمية مثل تمنهنت». لكنه استدرك بالقول «نعم، المهاجمون تمكنوا من دخول القاعدة ولكنهم لم يسيطروا عليها».
في غضون ذلك، أصدر المدعي العام العسكري في طرابلس أمرا بالقبض على المشير خليفة حفتر و6 عسكريين آخرين، لتورطهم في قصف مطار معيتيقة الدولي ومنطقة أبوسليم بالعاصمة.
وضمت مذكرة القبض التي نشرها المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج امس 6 ضباط بارزين بالقوات الجوية إلى جانب حفتر. وأوضحت المذكرة أن الضباط الستة المطلوبين هم: العميد عبدالسلام الحاسي، والعميد الصادق المزوغي بغرفة عمليات المنطقة الغربية، والعميد صقر الجروشي، والعميد محمد منفور الأمين، والعميد عامر يوسف الجقم، والعميد جمال محمد بن عامر، بالقوات الجوية التابعة لحفتر.
من جانب آخر، قالت فرنسا إنها تدعم الحكومة الليبية المعترف بها دوليا في طرابلس بعد أن اتهمتها الأخيرة بدعم قوات حفتر، قائلة إنها ستقطع التعاون الأمني مع باريس.
وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية امس «كما أكدنا في عدة مناسبات: فرنسا تؤيد الحكومة الشرعية لرئيس الوزراء فايز السراج ووساطة الأمم المتحدة والحل السياسي الشامل في ليبيا».
وأضاف: «علاوة على ذلك، المحاور الشرعي للرئيس هو رئيس الوزراء السراج الذي تحدث معه الرئيس ماكرون الاثنين الماضي للتأكيد على هذا الدعم». وقد ألقى مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة، باللوم على الانقسامات الدولية حول ليبيا في تدهور الاوضاع. وقال ان هذه «الانقسامات الدولية كانت قائمة قبل الهجوم»، وهي التي «شجعت» المشير حفتر على شن الهجوم. واعتبر، ان الموقف العسكري حاليا بعد أسبوعين من بدء الحملة العسكرية للمشير حفتر على العاصمة، وصل الى «مأزق» محذرا من «اشتعال» الوضع.وقال في مقابلة مع فرانس برس «بعد النجاحات الاولى للجيش الوطني الليبي قبل اسبوعين، نلاحظ اليوم جمودا عسكريا».
من جهتها، اعلنت منظمة الصحة العالمية عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الهجوم على طرابلس قبل اسبوعين، الى أكثر من 205 منهم 18 مدنيا وأصيب 913 بجروح، فضلا عن نزوح اكثر من 18 ألف شخص من مساكنهم.