أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف انه يعتقد أن الحرب لن تندلع في المنطقة لأن طهران لا تريد الصراع، واكد انه لا توجد أي دولة «وهماً بأن بإمكانها مواجهة إيران».
وقال ظريف لوكالة الأنباء الايرانية الرسمية في ختام زيارته لبكين أمس «لن تكون هناك حرب لأننا لا نريد الحرب ولا يملك أي شخص فكرة أو وهما بأن بإمكانه مواجهة إيران في المنطقة».
لكن وسائل إعلام عربية وغربية افادت بأن السعودية ودول خليجية وافقت على طلب من واشنطن لإعادة انتشار القوات العسكرية الأميركية في مياه الخليج العربي، وعلى أراض خليجية لردع إيران.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية عن مصادر خليجية مطلعة لم تسمها قولها إن هذه «الموافقة جاءت بناء على اتفاقات ثنائية بين الولايات المتحدة من جهة، ودول خليجية من جهة أخرى».
وأكدت أن «الدافع الأول لإعادة انتشار القوات الأميركية في دول الخليج، هو القيام بعمل مشترك بين واشنطن والعواصم الخليجية، لردع إيران عن أي محاولة لتصعيد الموقف عسكريا ومهاجمة دول الخليج أو مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وليس الدخول في حرب معها».
تزامن ذلك مع اعلان وسائل اعلام اميركية أن اجتماعا عقد في مقر القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية في البحرين، ضم رؤساء القوات البحرية وكبار القادة العسكريين في دول مجلس التعاون الخليجي والقيادات العسكرية للقوات البحرية الأميركية والقوات المشتركة.
وبحث الاجتماع الأمن البحري، والتدفق الحر للتجارة في المنطقة، والتعاون والالتزام المتبادل بضمان أمن واستقرار الملاحة البحرية، بحسب ما أوردت قناة «الحرة» الفضائية الاميركية.
وفي الأثناء، أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية تحذيرا للخطوط الجوية التجارية في الولايات المتحدة تنصح فيه بتوخي الحذر أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج وخليج عمان.
وقالت الإدارة في التحذير الذي أصدرته يوم الخميس ونشرته في وقت مبكر من صباح أمس، إن الخطوة تأتي وسط «تزايد في الأنشطة العسكرية والتوترات السياسية في المنطقة ما يشكل خطرا عرضيا متزايدا على عمليات الطيران المدني الأميركية بسبب احتمالات حدوث أمر غير محسوب أو لبس ما مثل إساءة التقدير أو اللبس في تمييز هوية الطائرات». وجاء ذلك بعد اعلان الحرس الثوري الايراني أن بإمكانه استهداف سفن أميركية «بسهولة».
وحذرت الهيئة كذلك من أن الطائرات التي تحلق في المنطقة قد تواجه «تشويشا غير متعمد في نظام تحديد المواقع والاتصالات، وهو أمر قد يترافق مع تحذير ضئيل أو يحصل دون تحذير».
وأرسلت واشنطن مجموعة بحرية ضاربة مؤلفة من حاملة طائرات وقطع أخرى إضافة إلى قاذفات «بي- 52» لمواجهة ما اعتبرت أنه تهديد وشيك من إيران.
وأمرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الموظفين بسحب الديبلوماسيين الأميركيين غير الأساسيين من العراق، مشيرة إلى وجود تهديدات من جماعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران.
ووفق تقارير إعلامية أميركية، يضغط مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون لاتخاذ موقف متشدد حيال إيران، لكن آخرين في الإدارة يعارضون ذلك.
وهو ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى نفي وجود خلاف مع مستشاريه للسياسة الخارجية بشأن إيران، وأدلى ببيانات تأييد خاصة لمستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو.
ووصف ترامب تقارير إخبارية ذكرت أنه شعر بغضب من مستشاريه وأنه عبر في اجتماعات غير رسمية عن مخاوفه بأنهم يحاولون توجيهه لخوض حرب مع إيران بأنها «هراء».
وقال مسؤولون أميركيون إن ترامب أبلغ مستشاريه ومنهم القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان بأنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران.
وقال ترامب «إنها (التقارير الإخبارية) توجه رسائل بأنني غاضب من فريقي. إنني لا أشعر بغضب من أعضاء فريقي. واتخذ قراراتي. مايك بومبيو يؤدي مهمة جليلة، وبولتون يؤدي مهمة جليلة».
وقال مسؤول كبير بالإدارة «نحن جميعا نشعر بإحباط إزاء فكرة أننا نصعد (الوضع) وإننا نسعى إلى صراع.. هذا مناف للحقيقة تماما. نحن نسعى إلى خفض التصعيد».
وسئل المسؤول عن فكرة أن بولتون وبومبيو يحاولان دفع ترامب إلى طريق الحرب فقال «دفع ترامب كي يسلك أي طريق استراتيجية غير ناجحة. هناك شهود كثيرون على ذلك».
وأضاف المسؤول ذاته إن آراء بولتون بشأن إيران موثقة بشكل جيد ولكنه شدد على «أنه يدرك الحقيقة. إنه يخدم الرئيس ويقبل هذه المهمة لأنه يؤمن بسياسة الرئيس وينفذها».
وفي سياق آخر، كشفت مصادر ديبلوماسية عربية، عن وجود اتصالات مكثفة بين عدد من العواصم، من أجل التجهيز لعقد قمة عربية محدودة على هامش القمة الإسلامية التي تشهدها مكة المكرمة في العشر الأواخر من شهر رمضان.
البحرين تدعو مواطنيها لعدم السفر إلى إيران والعراق
المنامة - بنا: أهابت وزارة خارجية مملكة البحرين بمواطنيها الى عدم السفر إلى كل من إيران والعراق في الوقت الراهن، نظرا للأوضاع غير المستقرة التي تشهدها المنطقة والتطورات الخطيرة والتهديدات القائمة، وما تحمله من مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار. وشددت الوزارة في بيان نقلته وكالة أنباء البحرين الرسمية «بنا» أمس على ضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
ودعت كل المواطنين المتواجدين في إيران والعراق إلى ضرورة المغادرة فورا، وذلك ضمانا لأمنهم وحفاظا على سلامتهم.
طهران تنفي تركيب صواريخ مجنحة على قوارب حربية
عواصم - وكالات: نفى مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي صحة تقارير إعلامية أفادت بأن سبب التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران يعود إلى تركيب الحرس الثوري صواريخ مجنحة على قوارب حربية له.
وقال الديبلوماسي الإيراني، في حديث إلى قناة «سي.بي.اس» الأميركية أمس الاول: «لست مسؤولا عسكريا، لكنني أستطيع التأكيد أننا لا نطلق صواريخ من قواربنا».
وتابع روانجي، تعليقا على ما ذكره مسؤولون أميركيون لوسائل الإعلام حول وجود صور استخباراتية تظهر قوارب إيرانية مزودة بصواريخ، قائلا إن هذه التصريحات لا تحظى بمصداقية ما لم تنشر الولايات المتحدة تلك الصور أمام الرأي العام.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد أفادت بأن السلطات الإيرانية أزالت من بعض قواربها صواريخ مجنحة، كان تركيبها على تلك القوارب سببا للتصعيد الأخير بين واشنطن وطهران.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته عن مسؤول في «الپنتاغون» وآخر في الكونغرس تأكيدهما أن القوات الإيرانية أزالت مؤخرا تلك الصواريخ من متن قاربين تابعين لها على الأقل.