قال مصدران مطلعان بالأمم المتحدة إن الحوثيين وافقوا على السماح للأمم المتحدة بالصعود إلى ناقلة نفط مهجورة يخشى أن تتسبب في كارثة بيئية قبالة الساحل اليمني.
وأعربت الأمم المتحدة مؤخرا عن «قلق بالغ» بعد أن تسربت المياه إلى غرفة المحركات بالناقلة «صافر» التي تحمل 1.1 مليون برميل من النفط الخام والعالقة في مرفأ رأس عيسى النفطي بالبحر الأحمر منذ أكثر من 5 سنوات. وقال المصدران إن الحوثيين بعثوا برسالة تتضمن الموافقة على صعود فريق تقني من الأمم المتحدة إلى الناقلة.
جاء ذلك فيما يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع بعد غد لبحث مشكلة الناقلة «صافر»، التي تواجه خطر الانفجار في أي وقت، مهددة بتفاقم الأزمة الإنسانية وبكارثة بالنسبة للحياة البحرية في البحر الأحمر، كما ذكر خبراء دوليون.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا خاصا في 15 الجاري لمناقشة الأزمة بعد دخول المياه إلى غرفة محرك السفينة «الأمر الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى كارثة».
وتبلغ حمولة الناقلة التي تستخدم كمنصة تخزين عائمة نحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام. وهي لم تخضع للصيانة منذ أوائل عام 2015، ما أدى الى تآكل هيكلها وتردي حالتها.
وحذرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من أن «صافر» قد تنفجر وتتسبب في «أكبر كارثة بيئية على المستويين الإقليمي والعالمي».
ودعا رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك سعيد المجتمع الدولي إلى التحرك ضد الحوثيين على خلفية عرقلتهم لعملية تفتيش، معتبرا ان قيمة النفط يجب أن تنفق على المشاريع الصحية والإنسانية.
بدوره، حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مؤخرا من أنه إذا انفجرت الناقلة «فستدمر النظام البيئي للبحر الأحمر» وتعطل ممرات شحن رئيسية، مضيفا: «يجب على الحوثيين السماح بالوصول قبل انفجار هذه القنبلة الموقوتة».
وعلى غرار قضايا الاقتصاد والمساعدات في اليمن، أصبحت أزمة الناقلة ورقة مساومة، إذ تتهم الحكومة الحوثيين بالسماح بتزايد خطر وقوع كارثة لتأمين الحصول على قيمة النفط في النقالة.
وبالإضافة إلى التآكل في السفينة، تم إهمال أعمال الصيانة الرئيسية للحد من الغازات في الخزانات طيلة سنوات، لكن المشكلة تفاقمت في مايو الماضي مع حدوث تسرب في أنبوب التبريد، بحسب خبراء.
وقال إيان رالبي الرئيس التنفيذي لشركة «آي آر كونسيليوم» للاستشارات البحرية التي تتابع وضع السفينة عن كثب «انفجر الأنبوب وتسبب بتدفق المياه إلى غرفة المحرك ما ولد وضعا خطيرا للغاية».
وحذرت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن في مقابلة مع وكالة فرانس برس من أن انفجار السفينة سيتسبب بكارثة وكارثة إنسانية «لأن النفط سيجعل ميناء الحديدة غير صالح للاستخدام».
وقالت بدورها المجموعة البيئية المستقلة اليمنية إن تسرب النفط قد يمتد من البحر الأحمر إلى خليج عدن وبحر العرب، وإن بيئة المنطقة ستحتاج إلى أكثر من 30 عاما للتعافي بينما ستفقد حوالي 115 من جزر البحر الأحمر تنوعها البيولوجي.