بيروت ـ عمر حبنجر
خلال انعقاد المجلس الأعلى للدفاع في القصر الجمهوري، عصر السبت قبل الماضي، تحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن «المزيد من الإشكالات» المقبلة على لبنان، في حالة عدم البناء على مناخات ايجابية.
وسرعان ما تبين أن ميقاتي يرد بتحذيره هذا على كلام رئيس «التيار الحر» جبران باسيل الذي مفاده أن «المرحلة المقبلة ستكون مختلفة وأن كتلة «لبنان القوي» لن تنتخب نبيه بري رئيسا لمجلس النواب، وان نجيب ميقاتي لن يكون رئيس حكومة ما بعد الانتخابات.
حملة باسيل على الرئيس بري، لم تفاجئ احدا، لكن المفاجأة كانت بانقلابه على التحالف الضمني القائم بين الرئاسة الأولى والتيار من جهة وبين الرئيس ميقاتي من جهة ثانية، حيث جاءه رد آخر من ميقاتي عبر موقع «لبنان 24»، وبلسان مصدر مراقب قائلا: «باتت مواقف باسيل مثيرة للضحك فهو يريد الشيء ونقيضه، تارة يفتعل معركة السيادة ضد حزب الله ثم يعود الى ورقة التفاهم معه متجاوزا «ورقة السلاح»، وطورا يخاصم بري ويسرب تسجيلات صوتية «تظهر بطولاته» ضد رئيس المجلس، ليعود في موسم الانتخابات وينضوي تحت عباءة «الثنائي الشيعي».
ويتابع المصدر «لعل أطرف ما ورد في كلام باسيل هو «الحسم» في موضوع الحكومة، وكأنه هو المقرر في مواضيع كهذه، أو من يملك سلطة الفرض».
من جهته، علق مصدر وزاري مشهور بالفكاهة على كلام باسيل بالقول «لو كان هالقد قبضاي، كان جاب الكهربا قبل ما يجيب رئيس حكومة».
وفي سياق مواز، خرج الرئيس ميشال عون عن صمته في موضوع التحقيق المعلق بانفجار المرفأ مدافعا عن الموقوفين لدى القضاء، على ذمة التحقيق، وبينهم المدير العام للجمارك المقرب من الرئاسة بدري ضاهر، رافضا إبقاء أي مشتبه به موقوفا، مشددا على ضرورة أن يصدر المحقق العدلي طارق البيطار قراره الاتهامي وإحالة الملف إلى المجلس العدلي، لإطلاق سراح الأبرياء من الموقوفين.
هذا الموقف المستجد للرئيس عون من انفجار المرفأ واكبه موقف رئاسي آخر من استمرار وجود النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، وقد تم تكليف وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار بالتواصل مع المفوضية السامية في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وابلاغها بأن لبنان فقد قدراته على العمل كشرطي لدول اخرى، وكل من يصدر عليه حكم من النازحين يجب أن يرحل إلى بلده، ان مستويات الجريمة في لبنان لم تعد تطاق.
وترى مصادر مطلعة طيف خيط رفيع بين المواقف المستجدة من عون تجاه التحقيق بتفجير المرفأ الذي يكبله حلفاؤه، كما تجاه اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، وبين هبوط أسهم الصهر جبران باسيل في بورصة رئاسة الجمهورية.
وكانت اللجنة الوزارية المكلفة ببحث موضوع النازحين السوريين، رفعت ثلاث لاءات بوجه المجتمع الدولي وأمام المجلس الأعلى للدفاع والذي انعقد برئاسة عون وحضور رئيس الحكومة أمس الأول، وهي أشبه برجع صدى للمواقف الرئاسية المستجدة من اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري، لكن المجلس الأعلى أخذ علما بالأمر دون أن يتطرق اليه، مكتفيا باجتماعه ومقرراته بالملف الانتخابي، حيث تقرر وضع الجيش والقوى الأمنية بكافة فروعها بتصرف وزارة الداخلية، يوم 15 مايو المقبل.
وحول أمن الانتخابات، واستكمالا لاجتماع المجلس الأعلى للدفاع، انعقد اجتماع لمجلس الأمن المركزي أمس، لمعالجة العقبات الدستورية في طريق الانتخابات، وبينها النقص في المحروقات لدى قوى الأمن الداخلي، الأمر الذي حذر منه اللواء عماد عثمان، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، حيث المطلوب تأمين عنصرين من هذه القوى لكل قلم اقتراع، أي ما مجموعه 17 ألف عنصر من اصل 23 الفا هو مجموع ضباط وعناصر الأمن الداخلي.
وقد أكد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي جهوزية القوى الأمنية على كل المستويات الأمنية واللوجستية للانتخابات.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مولوي قوله خلال اجتماع لمجلس الامن المركزي في الوزارة «نؤكد للمواطنين جهوزية الخطة الأمنية وتفاصيلها، ليس من الضرورة الإعلان عنها، الاجتماع لوضع خطة مشتركة بين الأجهزة الأمنية وأكد لنا الجميع الإصرار على إنجاح الانتخابات».
وأشار إلى أن الاجتماع أكد ضرورة منع التجمعات الكبيرة التي قد تؤدي إلى خلل أمني ووقف الأنشطة الرياضية والمباريات ابتداء من اليوم، مؤكدا أن كل الأجهزة والقوى العسكرية ستكون جاهزة ليوم الانتخاب بمهمات موزعة ومنسقة.
أما بالنسبة لأمن المرشحين، فقد أحرق مجهولون صورة كبيرة لجبران باسيل عند مفرق بلدة رحبة ـ عكار، وكتب محتجون: أمثال جبران باسيل لا يدخلون عكار وليس نحن من تعلق صورته عندنا.
وتعليقا على تهديدات تلقاها مرشح «القوات اللبنانية» في منطقة البقاع الشمالي انطوان حبشي، قال المرشح القواتي داني خاطر، إن «حزب الله» لو لم يكن متخوفا من هذه الانتخابات لما لجأ إلى سلاحه الآخر، أي التهديد المباشر لبعض المرشحين الشيعة المستقلين في بعلبك الهرمل، والبقاع الغربي ـ راشيا، ولما لجأ إلى حليفه «التيار الحر» لعرقلة انتخابات المغتربين عبر تعطيل تجديد جوازات السفر في غالبية السفارات فضلا عن تعمد افتتاح مراكز اقتراع تبعد 7 ساعات عن مراكز سكن المقترعين في كندا واستراليا والولايات المتحدة وسواهم.
ولو لم يكن «حزب الله» متخوفا من المزاج الشعبي العام المتقلب ضده في غالب المناطق اللبنانية لما لجأ إلى حلفائه لإطلاق العنان لحناجرهم المشوهة للحقائق، قائلا لهؤلاء: لا خوف على المقعد الماروني في البقاع الغربي وراشيا كما لا خوف على المقعد الشيعي على اللائحة نفسها.