-
سيارات الدفع الرباعي في عيون اللصوص برسم التهريب إلى سورية
بيروت: عدنان الراشد - محمد الحسيني - عمر حبنجر
لبنان من الفراغ السياسي والتشريعي الى الفراغ الامني الذي هو ادهى وامر، بنظر القيادات السياسية المسؤولة.
قادة الجيش والامن الداخلي على ابواب سن التقاعد في ذروة التوترات السياسية والامنية التي يشهدها لبنان الآن بحكم وقوعه على سفوح بركان الشعب السوري الثائر.
اللواء اشرف ريفي المدير العام لقوى الامن الداخلي الذي سجل لقوى الامن الداخلي انجازات امنية خلال ولايته على هذه المؤسسة لا سابقة لها في مختلف العهود، خصوصا على صعيد كشف عملاء اسرائيل في مختلف المؤسسات اللبنانية والاحزاب والتيارات السياسية، التي توصل جهاز المعلومات في قوى الامن بقيادة اللواء الشهيد وسام الحسن الى اجتثاث معظمهم من الجذور، الامر الذي اثار حفيظة بعض القوى السياسية والحزبية ممن كشفت المعلومات وجود العملاء بين ظهرانيها، كالتيار الوطني الحر وحزب الله وغيرهما، فانتظرت الفرصة للتخلص من اللواء ريفي مع بلوغه سن التقاعد في مطلع ابريل المقبل.
الموقف نفسه جاهر به العماد ميشال عون بالنسبة للعماد جان قهوجي الذي يبلغ سن التقاعد في سبتمبر المقبل، ولكن لاسباب تختلف عن اسباب نقمته على اللواء ريفي، فالتمديد للعماد قهوجي يقطع الطريق على وصول احد كبار الضباط المحسوبين على العماد عون الى القيادة في اليرزة، ويمهد في الوقت ذاته لوصول قهوجي الى رئاسة الجمهورية بعد سنتين من الآن، كافتراض ممكن، وهو ما لا يتقبله العماد عون الذي مازال يعتبر نفسه الشخصية المارونية الاحق بهذا المنصب الرفيع.
لكن الرئيس ميشال سليمان متمسك بالتمديد للعماد قهوجي وللواء ريفي ومن بمرتبتهما استنادا الى واقع المرحلة اللبنانية والى خبرة الرجلين في سلوك المعابر الامنية الوعرة، وهكذا يبدو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي صودف انه من وقع مرسوم تعيين ريفي حيث صدر في العام 2005 والذي يدرك الدعم الشعبي الواسع الذي يحظى به اللواء ريفي في مدينته طرابلس، وهذا ما ذكرّت به كتلة المستقبل رئيس الحكومة في معرض تحذيره من مغبة العبث بهذا الموضوع، اي التراخي او التواطؤ لابعاد اللواء ريفي عن معقله الامني في هذه المرحلة الامنية والسياسية البالغة الحساسية.
واستتباعا لذلك، تقدم عضو الكتلة النائب زياد القادري باقتراح قانون معجل مكرر يتضمن تعديل السن القانونية لتسريح الضباط القادة، ممن يتولون قيادة او رئاسة الاركان في الجيش او ادارة المؤسسات الامنية في قوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة، بحيث يخرج العماد قائد الجيش الى التقاعد بسن 63 عاما بدلا من 60 ويخرج إلى التقاعد الضباط برتبة لواء في سن 62 بدلا من 59 عاما، كما هو الحال بالنسبة الى اللواء أشرف ريفي ورئيس أركان الجيش اللواء وليد سلمان، على ان يكون التمديد للمنصب لا للرتبة.
وتعتبر كتلة المستقبل ان اي عرقلة لطرح هذا الاقتراح على مجلس النواب من خلال عدم عقد جلسة تشريعية للمجلس، تعني ان حزب الله يريد، بموازاة الفراغ السياسي، إحداث فراغ أمني، وحده المؤهل لتعبئته. وتؤيد قوى 14 آذار هذا الاقتراح ومثلها النائب وليد جنبلاط، الذي لعب دورا بارزا في تزكية ريفي لقيادة قوى الأمن وسلمان لرئاسة أركان الجيش.
أما الرئيس نبيه بري فلم يصدر عنه ما يوحي بالممانعة في التمديد لكبار الضباط، رغم تشكيك البعض بإمكانية خروجه عن خط الحلفاء في الثامن من آذار.
وإقرار هذا الاقتراح يتطلب من الرئيس بري تعيين جلسة عامة لمجلس النواب، قبل نهاية مارس، وعند انعقاد الجلسة ستكون هناك الكثير من اقتراحات القوانين ومشاريع القوانين على الجدول، وأهمها بنظر العماد عون مشروع اللقاء الأرثوذكسي، الذي يعمل على تمريره بأي صورة من الصور. فهل يدعو بري لجلسة نيابية تشريعية قبل مطلع ابريل للمصادقة على هذا المقترح ام يتريث الى ما بعد خروج اللواء ريفي من المعادلة العمرية، ليصار الى تمرير التعديل لصالح القادة الآخرين؟ لا احد يستغرب ذلك ان حصل في بلد العجائب، حيث الأشجار الباسقة اكثر عرضة لصعق البرق ـ أوساط المستقبل لا تستبعد ان يكون هذا ما يرمي إليه معارضو إقرار التعديل الآن، فمن يعتقدون انه بإزاحة قائد قوى الأمن الحالي ومؤسس شعبة المعلومات ذائعة الصيت، يصبح بوسعهم مد اليد الى هذا الجهاز الأمني الوطني الفعال.
اللواء ريفي يتجنب التطرق الى هذا الموضوع كونه شأنا سياسيا، وسيّان لديه صار التمديد ام لا، كونه باقيا في مضمار الخدمة الوطنية.
ونسأله عن شهادة التقدير التي قدمها لميلاد الكفوري، من خلال زوجته هيام، الأسبوع الماضي، فأجاب: ان العمل الوطني الذي أتاه ميلاد الكفوري يستحق هذا التقدير، واي إجرام كان مقدرا ان يرتكب بحق اللبنانيين في عكار وغير عكار بواسطة العبوات الناسفة التي نقلها المتهم ميشال سماحة، من دمشق، وفاوض الكفوري على تنفيذ عملية زرعها في أماكن عامة وخاصة، لقتل أكبر عدد من الناس، بغرض إحداث فتنة طائفية.
وفي الدرع التذكارية كتب اللواء ريفي يقول: ان المدير العام لقوى الأمن الداخلي يهدي شكره وتقديره الى السيد ميلاد كفوري، المواطن الصالح الذي أدى واجبه الوطني في خدمة الوطن من خلال تعاونه مع شعبة المعلومات، ولعب دورا مهما وأساسيا في كشف مخطط خطير كان يرمي الى تنفيذ أعمال إرهابية عبر زرع متفجرات وتنفيذ اغتيالات في منطقة لبنان الشمالي، الأمر الذي أدى الى إفشال المخطط وتوقيف الرأس المدبر، وضبط كمية من المتفجرات والعبوات الناسفة ومبلغ مالي كبير كان عرض عليه لتسهيل عملية التنفيذ، وقد ترك عمله الوطني هذا اثرا طيبا ومشرفا لدى الرأي العام مبرهنا على وطنية مميزة وإباء وعزة نفس وترفع عن المغريات غير آبه بالمخاطر المحدقة به واستحق التقدير.
وأكد ريفي للسيدة هيام كفوري استعداد قوى الأمن الداخلي لمواصلة تأمين الحماية اللازمة لزوجها ولعائلته، «تنفيذا للقانون اللبناني والتزاما بالواجب الوطني والأخلاقي والوظيفي.
واختار اللواء ريفي تقديم الدرع التقديرية لزوجة كفوري الموجود شخصيا في حصن حصين منذ كشفه العملية التي طالت رئيس المخابرات السورية علي مملوك ومدير مكتبه عدنان بعد صدور قرار الاتهام بحق الثلاثة سماحة ومملوك وعدنان عن قاضي التحقيق العسكري اي بعد ان باتت هناك وثيقة اتهام قضائية رسمية في الملف، الذي تعزى اليه اسباب اغتيال رئيس شعبة المعلومات اللواء الشهيد وسام الحسن الذي تتصدر صورته مكتب اللواء المدير العام، رفيق عمره الأمني الزاخر بالانجازات، في مضمار مكافحة جواسيس اسرائيل ورسل الارهاب الاقليمي المتعدد الوجوه.
اللواء ريفي يرى في ميلاد الكفوري قدوة وطنية تحتذى، وانه يكرم فيه كل مواطن شريف يرفض ان يكون أداة تخريبية بيد أعداء أمن واستقرار بلده.
وردا على سؤال حول مآل الأمن الداخلي في لبنان، مع وجود هذا الكم الهائل من النازحين السوريين في مختلف المناطق اللبنانية، قال المدير العام للأمن الداخلي: لاشك ان وجود نحو مليون نازح سوري على الأراضي اللبنانية وهو ما يوازي ربع الشعب اللبناني يشكل عبئا أمنيا خصوصا على صعيد السرقات والارتكابات الجنائية، لكن قوى الأمن الداخلي وبالتنسيق مع الجيش ساهرة على احتواء الوضع.
وردا على سؤال آخر أعطى اللواء ريفي مثالا بسرقة السيارات التي زادت مؤخرا من سيارتين في اليوم الى عشر سيارات، ملاحظا تركيز السارقين على سيارات الدفع الرباعي او الجيب، التي يجري تهريبها الى سورية للاستخدام العسكري والأمني هناك.
لكن المدير العام لقوى الأمن الداخلي واثق من القدرات البشرية والتقنية للأجهزة الأمنية على اختلافها، وبما فيها القطاعات المختصة في الجيش، معتبرا ان الأمن لم يعد قوة وأسلحة ومعدات بقدر ما بات سياسة وحكمة ويردد قول هوغو: لا قوة الا قوة الضمير ولا مجد الا مجد الذكاء.
واقرأ ايضاً:
أحمد الحريري لـ «الأنباء»: حزب الله لم يضع جمهوره بحقيقة ما يحدث في سورية وعون خرج من لبنان سابقاً بعد رهانه على صدام والآن يراهن على بشار
اللواء إبراهيم لـ «الأنباء»: أخشى من ذهاب الأوضاع السورية نحو «اللبننة» ما يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع في لبنان والعراق أيضاً
الضاهر لـ «الأنباء»: حزب الله مسير من قبل الولي الفقيه وينتحر مع نظام الأسد وميقاتي أشبه بالزوج المخدوع وجماعته رفعوا علم «القاعدة» في طرابلس
محمد رشيد قباني لـ «الأنباء»: نحن مع الشعب السوري وثورته لا مع النظام وإيران .. و نؤيد سياسة النأي بالنفس
الشيخ أحمد الأسير لـ "الأنباء": مشكلتنا ليست مع الشيعة بل مع ولاية الفقيه التي تقتلنا
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لـ "الأنباء": حزب الله وإيران يُستنزفان بشرياً ومادياً في سورية ومنصور تصرف في الجامعة العربية وكأنه وزير خارجية بشار الأسد
نعيم قاسم لـ «الأنباء»: لا أتوقع سقوط النظام السوري بحسب معلوماتنا ولو افترضنا حصول ذلك فتأثيره على حزب الله محدود جداً