بيروت - جويل رياشي
شهدت محطة القطارات في مصلحة السكك الحديد في مار مخايل (منطقة نهر بيروت) على المدخل الشرقي للعاصمة، معرضا لمنتوجات لبنانية من مونة الشتاء في غالبيتها، الى مصنوعات حرفية.
ثلاثة أيام من التفاعل لأكثر من 42 تعاونية زراعية من كافة المناطق اللبنانية مع المستهلكين من أفراد وتجار، كانت الغاية الأساس منها، إيصال الصوت «الى أسواق التصريف»، وهي المشكلة التي يعاني منها المزارع اللبناني في شتى المجالات، خصوصا في تصريف الإنتاج السنوي من الزيت والزيتون اللذين يتميز بهما لبنان، أسوة بالتفاح أيضا.
وشدد مشاركون في المعرض في يومه الأخير لـ«الأنباء»، على «أن الغاية التجارية لم تكن الأساس في مشاركتنا، بل الولوج الى أسواق للتصريف على مدار السنة، والتواصل المباشر مع المستهلكين من محليين وخارجيين».
وبحسب سيدة من تعاونية كفرذبيان (في محافظة جبل لبنان) كانت تجلس بقربها سيدة من كفردونين (محافظة النبطية): «نواظب على الاحتكاك مع المستهلكين ونشارك في معارض عدة سنويا».
وأضافت السيدة: «المعرض الحالي نظمته وزارة الزراعة ورعاه الوزير حسن اللقيس، وكانت مشاركتنا مجانية ولم ندفع رسوما.
ونحن نفيد أيضا من وسائل التواصل الاجتماعي لتعريف الناس بنا، لنتمكن من العمل على مدار السنة».
منتوجات لبنانية تراوحت بين المخللات والزيتون على أنواعه (المكبوس الطازج والممزوج بالمطيبات)، الى الزيت والمربى والحبوب والعسل على أنواعه (المصفى أو الذي لا يزال في الشهد أي قرص الشمع) والشراب من جلاب وتوت وورد الى ماء الزهر، والأجبان والألبان ومشتقاتها من كشك ولبنة الماعز المكبوسة فالزعتر والسماق، وصولا الى أشغال حرفية من جزين التي تشتهر بصناعة السكاكين.
أجواء تتلاءم مع محطة القطار التي توقف فيها الزمن، وعاد بقاصدها كل شيء الى الوراء في حساب الوقت، ليتذكر هؤلاء منتوجات القرية التي تربوا عليها، وقد عادت بقوة الى السوق الاستهلاكية، وباتت تشكل فرص عمل للأفراد لتحصيل قوتهم بعيدا من الوظائف التي تواجه مشكلات عدة في ظل الضائقة الاقتصادية التي تعصف بلبنان.
قطاع زراعي نشط، وتعاونيات تتولى تصريف إنتاج الأفراد في المناطق والقرى، الى حماسة البعض للتواصل المباشر سعيا الى ولوج الأسواق.
ظاهرة عادت بقوة الى الحياة اليومية اللبنانية، بالإقبال على المنتوجات البلدية، التي استعادت ثقة المستهلك، مع مراعاة القيمين عليها شروط النظافة، وهذا ما يحرصون على بثه ضمن أشرطة دعائية تعرض على وسائل التواصل.
المعرض في مار مخايل شكل فرصة للتواصل، ضمن حملات عدة لا تغيب فيها المبادرة الفردية في شد المستهلك الى الريف، او الوصول اليه من طريق العالم الافتراضي!