أثار شريط فيديو يظهر اعتداء جنديين على طبيب خلال خدمته في أحد المستشفيات تنديدا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان امس، ودفع بقيادة الجيش إلى توقيف العسكريين.
وتعليقا على شريط الفيديو، أصدرت قيادة الجيش بيانا أسفت فيه لما حصل، مؤكدة أن ما قام به هؤلاء العسكريون عمل فردي لا يمثل المؤسسة وأخلاقياتها ومبادئها، مشيرة إلى أنها قد اتخذت على الفور إجراءات مسلكية بحق العسكريين اللذين أقدما على التعرض للطبيب وتم توقيفهما وفتح تحقيق بالحادثة.
وأكدت احترامها الشديد للجسم الطبي وتقديرها لرسالته الإنسانية السامية ورفضها أي تعرض لطاقمه تحت أي سبب أو ذريعة.
وطالبت وزيرة الدفاع زينة عكر في تغريدة «باتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة لحفظ كرامة الطبيب والمستشفى وعدم تكرار حوادث كهذه تحت أي ظرف».
وفي بيان، اعتبرت إدارة مستشفى دار الشفاء أن الاعتداء على الطبيب «عمل مدان بكل المقاييس»، مبدية في الوقت ذاته «الثقة بأن الجهة العسكرية المختصة ستتابع الموضوع لإنصاف الطبيب والمستشفى».
وقال نقيب أطباء لبنان - طرابلس سليم أبي صالح لوكالة فرانس برس «من المستحيل أن نرضى بهذا التصرف الذي لا يليق أبدا بنا كجسم طبي.. ولا يليق بالبزة العسكرية».
وأوضح أن الحادثة وقعت بعدما أراد الطبيب علاج المصاب الذي كان ينزف، فيما أصر العسكريون على استجوابه أولا.
وحصل الاعتداء ليل امس الأول داخل قسم الطوارئ في مستشفى دار الشفاء في مدينة طرابلس شمالا، بعد نقل مصاب بطلق ناري إثر إشكال فردي.
ويظهر شريط الفيديو الذي سجلته كاميرا المراقبة في المستشفى مجموعة من الجنود خلال مشادة مع طبيب. ويقدم أحدهم على وضع يده على فم الطبيب محاولا إسكاته قبل أن يصفعه بقوة. ثم يتدخل جندي آخر ويضربه على عنقه من الخلف لمرتين متتاليتين قبل أن يلحق به داخل مكتبه ويدفعه مجددا.