- في المسلسل خطوط بالغة الإنسانية أهمها قصة الكفيفة «شهد» وزواجها الصادم بشاب على فراش الموت لتكون آلة إنجاب
- زواج جدلي بين الشاب «أيوب» وامرأة ثرية بعمر أمه!
- الإخراج أقوى العناصر وعيسى ذياب يقدم صورة جميلة كتذكرة عبور إلى «نادي الكبار» في إخراج الدراما الخليجية
بقلم محمد بسام الحسيني
«روتين» مسلسل يقدم حبكة درامية جيدة تتميز بكوميديا طريفة وموظفة في الغالب بشكل سليم ضمن الحوارات والسياق العام للقصة، لكن نقطة ضعفه تكمن في برودة قصة الحب الرئيسية بين سيف (خالد أمين) وكادي (إلهام الفضالة).. فهي فعلا مملة و«روتينية»!يلقي المسلسل الذي كتبه علي الدوحان الضوء على مجموعة من الشخصيات بعضها جديد ومؤثر مثل شخصية شهد الابنة الكفيفة التي ترمي بها والدتها في بحر من العذاب عندما تقبل بتزويجها من شاب (ثامر - بدر الحلاق) مصاب بمرض مميت وحاد الطباع تنتقل للعيش معه في أجواء رعب حيث يتبين أن والدته تنظر إليها كمجرد آلة إنجاب، وشخصية ناصر عباس الشاب العشريني المتسكع الذي يُغرم بـ«سوسن» (مها محمد) وهي امرأة ثرية بعمر والدته ويتزوجها ليواجه مشاكل كثيرة بسببها خاصة مع ابنها، وشخصية خولة (هند البلوشي) الزوجة الثانية الشريرة والمتورطة في أعمال عصابية.
يسجل العمل أيضا ظهورا جميلاً لـ (شيماء علي) في دور «نوف» الزوجة النكدية والتي تعمل في غسل الموتى، ويؤدي بها نكدها إلى طرد زوجها بدر (أحمد إيراج) لها من المنزل.
وفي المقابل نجد شخصيات أُقحمت دونما هدف غير إطالة أمد الحلقات على ما يبدو مثل شخصية العراقي اسكندر (رسول الصغير) الذي ظهر فجأة وحوّل المسلسل الى ساحة غناء وهتاف وكوميديا ثقيلة في أغلب المشاهد التي يظهر فيها.
تدور الأحداث في محورين رئيسيين منزل عائلة صقر (أحمد السلمان) الذي يعيش مع ابنته الكبيرة المطلقة كادي (إلهام الفضالة) والدة أيوب (ناصر عباس) وزوجتيه اللدودتين مريم (غدير السبتي) أم ابنته الضريرة شهد وخولة (هند البلوشي).
وفي المحور الآخر نجد خالد أمين الرجل المطلَّق الذي يلتقي صدفة «كادي» ويطمع بالزواج بها، وخلال تواصله معها يصطدم بعدة عقبات تشوش أفكاره وخاصة انتقال شقيقته «نوف» للعيش معه وفشله في إصلاح ذات البين مع زوجها ليتحول هو الى ضحية لنكدها في أجواء لا تخلو من الطرافة.
على مستوى النص يساهم التنوع في الخطوط بين الانساني والإجرامي والعاطفي والكوميدي وتلاقيها في ربط منطقي بكسر الرتابة في المسلسل، لكن بالتأكيد كان العمل سيبدو أجمل لو اشتغل الكاتب أكثر على القصة الرئيسية كما اسلفنا لأنها أرخت ببرودتها على سير العمل.
أما على المستوى الإخراجي، فواضح أن المخرج عيسى ذياب في تحدٍ لتأكيد نفسه وحجز مكانه بين الكبار، فهو يحاول ان يستخرج أجمل ما في النص وان يضع بصمته الشخصية أيضا من خلال اجتهاد واضح سواء في التصوير الخارجي البانورامي في العديد من الحلقات، أو التجديد في التصوير الخارجي المألوف، خاصة في حالات مثل المطاردة ومشاهد المستشفى وغيرها.
كما يستحق عيسى الإشادة تحديدا على اجادته في تقديم أجواء سوداوية مرعبة لمنزل «أم ثامر» (أمل محمد) قبل وبعد زواج ثامر وشهد.
الأمر السلبي الوحيد هو التشابه الواضح بين دواخل المنازل والذي يدخل نوعا من الملل بسبب اللون الأزرق الطاغي على الشاشة طوال الوقت.
تمثيليا، تقدم مجموعة نجوم العمل أداء متجانسا مع بروز وتميز كما أسلفنا لـ«نوف» و«شهد» و«خولة» و«أيوب» بشخصيات غير تقليدية وللأطفال المشاركين في العمل ايضا، أما الباقون فيقفون عند حاجز العادي.
وتبقى مشاركة الفنان القدير محمد المنصور في العمل محاطة بالغموض اذ لم تتضح معالم هذا الدور كاملة حتى الآن.
بعيداً عن الشق الروتيني فيه «روتين» عمل درامي سلس ومسلٍ ويقدم صورة جميلة.
غداً «خذيت من عمري وعطيت»
أقرأ أيضاً:
«عوالم خفية».. هادف وممتع ..و«الزعيم» في القمة