القلم جف من كتابة المشاكل وحلولها... والأوراق امتلأت بحبر الأفكار ورسائل الضمير.. والأدراج استنجدت بنا لكسر القفل والنظر إلى المشاريع «المحبوسة»!
في غرفة معزولة ممتلئة بوسائل الراحة والترفيه يجلس شاب في مقتبل العمر، ليكون بمعزل عن العالم الخارجي بجميع مشاكله. فيمسك القلم ويسطر تطلعاته المستقبلية على صدر الأوراق ويرسم طريقه كيفما يشاء.. فإذا اخطأ في صياغة مستقبله يمزق الورقة ويكتب من جديد، فهو يتحكم بتطلعاته وطموحه ويسطر أحلامه، فلا تثنيه صعوبة إدراك الحلم عن كتابته، فهو في النهاية البطل والمنتج والمخرج وفريق العمل!
عندما ينتهي من «تفريغ» مخزون أفكاره وطموحاته على الورق، سيجلس ذلك الشاب وحيدا في غرفته المعزولة والصمت يخيم عليه، فتتسابق الأسئلة إلى عقله... «ماذا بعد؟»... «كيف يمكنني تحقيق حلمي؟»... إلخ
حتما سيحتاج ذلك الشاب ان يفتح باب الغرفة ويخرج خارج منزله ليجوب في العالم الخارجي بحثا عن ارض خصبة لتحقيق أحلامه، فلا يمكنه بأي حال من الأحوال ان يدرك أحلامه بمجرد جلوسه في عزلته بعيدا عن «الواقع»! وإلا سيشيب ذلك «الشاب» قبل ان يحقق الحرف الأول مما هو مكتوب في أوراقه!
ذلك الشاب يمثل طموحاتنا ومستقبلنا.. والغرفة تمثل «منطقة الراحة» (comfort zone) التي نعيش بها وماضينا.. والعالم الخارجي يمثل واقعنا وتحدياتنا! فلا يمكننا رسم المستقبل والنظر اليه، ولا يمكننا أيضا العيش في الماضي والبقاء في دائرة «منطقة الراحة» لأن الإنجاز لا يأتي إلا بالجهد والعمل.. وذلك غير متوافر في «مناطق الراحة»!
كتابة «سيناريو» مستقبلنا يجب ان تأخذ في الحسبان متغيرات الواقع، فهذه المتغيرات ستكون بمثابة «اللاعب الأساسي» في تحديد وجهتنا.. فحتى الأمواج العاتية قد ترهب البعض وتجعلهم يتراجعون عن ركوبها، ولكن يمكننا استخدامها كقوة دافعة باتجاه إحدى الضفاف، فهول المنظر ليس بالضرورة ان يكون نتاجه سوء المنقلب خصوصا عندما يتزود الإنسان بالتوكل على الله والثقة بالنفس! مما يدفعنا إلى السؤال التالي: أليس الوضع الراهن هو نتاج أزمة ثقة؟
أزمة ثقة الشعب في المسؤولين التنفيذيين والمشرعين من جانب، وأزمة ثقة بالنفس من قبل المسؤولين التنفيذيين والمشرعين من جانب آخر! فلماذا اهتزت هذه الثقة؟
لفقدان المصداقية!
تكرر الأحداث وتسارع وتيرة حدوثها ساهما في خلق تساؤلات عدة من قبل العامة. تضاربت التصريحات، وتسابق مقدموها في «السبق الإعلامي» مما جعل الحقيقة تدفن تحت «ركام» التصريحات الكثيرة، فخرجت المصداقية من باب «المنطق» بلا رجعة!
فهل نستسلم ونكتب الفصل الختامي لتعايشنا مع بعض؟
بالطبع لا! إذا فعلنا ذلك سنكون مثل ذلك الشاب في الغرفة المعزولة بعيدين عن الواقع وارض تحقيق الأحلام!
يجب ان نعمل لنخطئ ونصلح أخطاءنا.. لسنا معصومين من الخطأ، ولسنا فاقدين للعقل والمنطق فنكرر الأخطاء دون وعي! يجب ان نعيد بناء الثقة فبناؤها أصعب بكثير من تشييد المباني الخرسانية! ولكنها ليست مستحيلة!
علينا الاختيار.. فالطرق كثيرة.. فقط يجب علينا توحيد الهدف كشعب.. كوطن!
و في النهاية..
دعوة من آيديليتي للمشاركة وترك «العزلة».
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
* زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان: «عقلية الضياع»
مقالة سابقة بعنوان: مترو «الأحلام»
مقالة سابقة بعنوان «مراكز التكلفة»
مقالة سابقة بعنوان: «حوار» الأدراج
مقالة سابقة بعنوان: عشوائية «التعليم»
مقالة سابقة بعنوان: «لجنة» ولو جبر خاطر
مقالة سابقة بعنوان «الديموقراطية والقرار»
مقالة سابقة بعنوان ثقافة «الاستقالة»
مقالة سابقة بعنوان «شكراً..»
مقالة سابقة بعنوان «إفساد الفرد»