دارين العلي
قال وزير النفط ووزير الكهرباء والماء د.خالد الفاضل ان الجرائم الإلكترونية لم تعد تقتصر على الأفراد والمؤسسات، إنما تتعدى ذلك لتهدد أمن الدولة وسلامة مرافقها واقتصادها، مما يستوجب تسخير كل القدرات التكنولوجية وتأهيل الموارد البشرية وتحسين القدرة على التعامل مع قضايا الأمن السيبراني للتحد من تلك المخاطر المهددة للاقتصاد والأمن الوطني.
جاء ذلك في كلمة له ألقاها الفاضل نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك خلال حفل افتتاح مؤتمر ومعرض الأمن السيبراني الخليجي الثاني الذي تنظمه الجمعية الكويتية لأمن المعلومات، بحضور عدد كبير من الجهات الرسمية المعنية في دول الخليج.
واعتبر الفاضل أن المخاطر والجرائم الإلكترونية أضحت الهاجس الأكبر لكثير من دول العالم، وتستهدف الأفراد والمؤسسات والبنى التحتية الحيوية كالكهرباء والماد، ووسائل النقل، وأنظمة الاتصالات، والقطاع المالي والمصرفي، والخدمات الطبية وغيرها، لافتا الى ان هناك أنماطا جديدة ومتطورة من الاختراقات في كل يوم، ما يجعل الحاجة ملحة للتعامل معها بكل جدية للتوصل إلى الحلول وتطوير القدرات وإعداد الخطط الوقائية للتصدي لها.
وبين ان حكومة الكويت أولت أهمية قصوى لهذا الأمر لما يمثله من خطورة بالغة على أمن الوطن والمواطن، فجاءت أولى مبادراتها في الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني والتي رسمت منظومة أمن سيبراني وطنية شاملة، وحددت لتنفيذها خارطة طريق متكاملة تتطلب عملا جادا وجهدا مكثفا ومتواصلا خلال السنوات الـ 3 المقبلة، مشيرا الى العمل على إنشاء مركز وطني للأمن السيبراني يساهم في تعزيز أمن البنية التحتية، ويقدم خدماته لكل مؤسسات الدولة لبناء وتعزيز قدراتهم الدفاعية وإدارة الأزمات الإلكترونية.
ولفت الى ان الكويت حققت تقدما ملحوظا في تصنيف مؤشر الأمن السيبراني العالمي والذي ارتفع بمعدل 72 مركزا، معربا عن ثقته الكاملة بأن هذه الجهود ستتواصل لتحقيق تميز أكبر خلال الأعوام المقبلة.
وحول المؤتمر، قال انه فرصة للتعبير عن مدى حرص الحكومة الكويتية على استضافة مثل هذه الفعاليات المهمة والتي تجمع خبراء الأمن السيبراني لمناقشة أهم قضاياه وتحدياته وآفاق تطور تقنياته، مبينا ان أهمية إقامة مثل هذه الملتقيات تأتي لاستعراض مستجدات الأمن السيبراني والقضايا والصعوبات والعقبات التي تشهدها المنطقة، ولعرض الحلول والتقنيات الحديثة المستخدمة لمواجهة المخاطر والتهديدات الإلكترونية، موضحا انه في حين أصبح اعتمادنا متزايدا على الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات، أصبحت هذه التقنية مصحوبة بالمخاطر العديدة ووسيلة لارتكاب الجرائم بحق مستخدميها سواء كانوا أفرادا او مؤسسات وإلحاق الضرر بهم.
بدورها، قالت رئيسة الجمعية الكويتية لأمن المعلومات صفاء زمان إنه المؤتمر الثاني في هذا الخصوص الذي تنظمه الجمعية التي تأسست العام الحالي التي تهدف لتوفير خدمات استشارية لمؤسسات الدولة في جميع القطاعات المحلية لبناء قاعدة أمنية في الدولة في هذا المجال.
وشددت زمان على أهمية إقامة هذه المؤتمرات التي تهدف إلى تسليط الضوء على أمن المعلومات والمشاكل التي تواجهها الدول في هذا الشأن وإيجاد الحلول لها وخلق حلقة تواصل بين المتخصصين والمهنيين في مجال أمن المعلومات لتبادل الخبرات وتطوير القدرات، لافتة الى 26 مشاركة عالمية في المؤتمر الذي يحوي 13 محاضرة و4 جلسات حول جاهزية دول مجلس التعاون للأمن السيبراني واستخدام الخدمات السحابية والتجارب المختلفة للاختراقات، بالإضافة الى عدد من ورش العمل الخاصة باستخدام التقنيات والبرامج الخاصة بالأمن السيبراني.