شفاؤه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم
عن عليّ قال: مرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وجع، وأنا أقول: اللهم إن كان أجلي قد حضر فارحني، وإن كان آجلا فارفعني، وإن كان بلاء فصبرني.
قال: «ما قلت»؟ فأعدت عليه، فضربني برجله فقال: «ما قلت»؟ قال: فأعدت عليه، فقال: «اللهم عافه» أو «اشفه».
قال: فما اشتكيت ذلك الوجع بعد.
عن عبدالله بن مسلمة قال: سمعت عليا يقول: أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاك، أقول: اللهم، إن كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان متأخرا فارفعني، وإن كان بلاء فصبرني.
فضربني برجله وقال: «كيف قلت»؟
فأعدت عليه فقال: «اللهم اشفه» أو قال: «اللهم عافه».
قال عليّ: فما اشتكيت وجعي بعد ذلك.
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ
عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال: كان أبو ليلى يسمر مع علي، فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف، فقلنا: لو سألته؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث اليّ وأنا أرمد العين، يوم خيبر، قلت: يا رسول الله إني أرمد العين، فتفل في عيني ثم قال: «اللهم أذهب عنه الحر والبرد».
قال: فما وجدت حرا ولا بردا بعد يومئذ.
وقال: «لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار» فتشرف له الناس، فأعطاها إياه.
عن عليّ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن، فقلت: يا رسول الله، بعثتني وأنا شاب، أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء، فضرب صدري بيده ثم قال: «اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه».
فوالذي فلق الحبة، ما شككت في قضاء بين اثنين.
عن عليّ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن، وأنا حديث السن، قال: قلت: تبعثني الى قوم يكون بينهم أحداث، ولا علم لي بالقضاء.
قال: «إن الله سيهدي لسانك، ويثبت قلبك».
قال: فما شككت في قضاء بين اثنين بعد.
عن سعيد بن وهب، وعن زيد بن يثيع قالا: نشد على الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوم غدير خم، إلا قام.
قال: فقال من قبل سعيد ستة، ومن قبل زيد ستة، فشهدوا انهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي، يوم غدير خم: «أليس الله أولى بالمؤمنين»؟ قالوا: بلى، قال «اللهم من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». وفي رواية أخرى: وزاد فيه: «وانصر من نصره، واخذل من خذله».
عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت عليا في الرحبة ينشد الناس: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه» لما قام فشهد، قال عبدالرحمن: فقام اثنا عشر بدريا، كأني انظر الى أحدهم، فقالوا: نشهد انا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، يوم غدير خم: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي أمهاتهم؟» فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
وعن سماك بن عبيد بن الوليد العبسي قال: دخلت على عبدالرحمن بن أبي ليلى فحدثتني انه شهد عليا في الرحبة قال: أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهده يوم غدير خم إلا قام، ولا يقوم إلا من قد رآه، فقام اثنا عشر رجلا فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».
فقام، إلا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم، فأصابتهم دعوته.
عن أبي البختري الطائي، قال: أخبرني من سمع عليا يقول: لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن فقلت: تبعثني وأنا رجل حديث السن، وليس لي علم بكثير من القضاء؟ قال: فضرب صدري رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «اذهب، فإن الله عز وجل سيثبت لسانك، ويهدي قلبك».
قال: فما أعياني قضاء بين اثنين.
عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا: الصلاة جامعة.
وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، فصلى الظهر، وأخذ بيد عليّ رضي الله عنه فقال: «ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ قالوا: بلى، قال: «ألستم تعلمون اني أولى بكل مؤمن من نفسه»؟ قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي فقال: «من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».
قال، فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئا يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.