معنى اثني عشر أميرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الحبيب، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «يكون اثنا عشر أميرا من بعدي كلهم من قريش». من هم الاثنا عشر أميرا عند أهل السنة والجماعة؟ وهل هناك خلاف بين أهل العلم؟
هذا الحديث كثر الخلاف في المراد منه وفيما يلي خلاصة مع بيان ما يرجح من هذه الأقوال روى جابر بن سمرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يكون اثنا عشر أميرا» فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي: إنه قال: «كلهم من قريش» وفي رواية سفيان «فسألت أبي ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كلهم من قريش «ووقع عند أبي داود من طريق الشعبي عن جابر بن سمرة سبب خفاء الكلمة المذكورة على جابر ولفظه «لايزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة قال: فكبر الناس وضجوا، فقال: كلمة خفية فقلت لأبي: يا أبت ما قال: «فذكره، وأصله عند مسلم دون قوله «فكبر الناس وضجوا» وأخرجه أبو داود من طريق الأسود بن سعيد عن جابر بن سمرة نحوه قال: وزاد «فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا، ثم يكون ماذا؟ قال: الهرج «قال ابن بطال عن المهلب: لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث ـ يعني بشيء معين ـ فقوم قالوا يكونون بتوالي إمارتهم، وقوم قالوا يكونون في زمن واحد، كلهم يدعي الإمارة. ورجح ابن حجر أحد أوجه التأويل التي قالها القاضي وهو أولى التأويلات فقال: أرجحها الثالث من أوجه القاضي لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة «كلهم يجتمع عليه الناس «وإيضاح ذلك أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته، والذي وقع أن الناس اجتمعوا على أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين، فسمي معاوية يومئذ بالخلافة، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك، ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة: الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبدالعزيز، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبدالملك اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام، فولي نحو أربع سنين ثم قاموا عليه فقتلوه، وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ ولم يتفق أن يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك، لأن يزيد بن الوليد الذي قام على ابن عمه الوليد بن يزيد لم تطل مدته بل ثار عليه قبل أن يموت ابن عم أبيه مروان بن محمد بن مروان «ولما مات يزيد ولي أخوه إبراهيم فغلبه مروان، ثم ثار على مروان بنو العباس إلى أن قتل، ثم كان أول خلفاء بني العباس أبوالعباس السفاح، ولم تطل مدته مع كثرة من ثار عليه، ثم ولي أخوه المنصور فطالت مدته، لكن خرج عنهم المغرب الأقصى باستيلاء المروانيين على الأندلس، واستمرت في أيديهم متغلبين عليها إلى أن تسموا بالخلافة بعد ذلك، وانفرط الأمر في جميع أقطار الأرض إلى أن لم يبق من الخلافة إلا الاسم في بعض البلاد، بعد أن كانوا في أيام بني عبد الملك بن مروان يخطب للخليفة في جميع أقطار الأرض شرقا وغربا وشمالا ويمينا مما غلب عليه المسلمون، ولا يتولى أحد في بلد من البلاد كلها الإمارة على شيء منها إلا بأمر الخليفة، ومن نظر في أخبارهم عرف صحة ذلك فعلى هذا يكون المراد بقوله «ثم يكون الهرج» يعني القتل الناشئ عن الفتن وقوعا فاشيا يفشو ويستمر ويزداد على مدى الأيام، وكذا كان والله المستعان. والله أعلم وانظر مزيدا من التأويل وشرح الحديث في شرح مسلم للنووي 6/285 وعون المعبود شرح سنن أبي داوود 9/316 و10/164 وتحفة الأحوذي 6/5 وكلهم يكرر تأويل القاضي والمقصود بالقاضي عياض رحمه الله.
ما الحكم الشرعي في التعامل مع الجن عن طريق وسيط لما فيه من أعمال الخير فقط، كأن يتم الاستدلال على شيء مفقود، وما شابه ذلك؟
لا يجوز التعامل مع الجن أو استخدامهم عن طريق وسيط، سواء لعمل الاستدلال على شيء، أو لفك السحر، أو غير ذلك. فهذا استدراج من الشيطان ليقع المسلم فيما هو أعظم، والواجب التبليغ عمن يستخدم الجن لهذه الأعمال، لأنه مشعوذ يبتز أموال الناس بغير الحق. والله أعلم.