عرفت هوليوود في مدينة لوس أنجيليس في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الاميركية باستوديوهاتها السينمائية ونجومها العالميين، فهي تعتبر منبع الأفلام السينمائية الضخمة، ونقطة انطلاق اهل الفن الى النجومية.
ومن المفارقة اننا في الكويت نملك هوليوود خاصة بنا... لا تصنع الأفلام السينمائية والنجوم العالمية، ولكنها تصنع أبطالا ورموزا من «ورق» يتبعها ويتبنى فكرها الآلاف... فتتم صناعة «الأفلام» السياسية بميزانيات متفاوتة... كل تيار سياسي أو شخصية عامة «ومدة ايده»!
فبعد صياغة السيناريوهات المختلفة وتسليط الأضواء «الاصطناعية» على أبطال «من ورق»... يتفاعل الناس مع أحداث الأفلام المنتجة، فيأخذ البعض أدوار «الكومبارس»، ويقوم البعض الآخر بمتابعة المشاهد والأحداث وتحليلها...
فهم يصنعون أبطالا من ورق ومن ثم يمزقونهم ويرمونهم في سلة المهملات! ليست هذه المشكلة !!! المشكلة فيمن يمجّد ورقة!
تم استبدال المبادئ الراسخة بفكر «أبطال من ورق» يملون على العامة أفكارهم فيتبناها البعض، بل يسعى البعض جاهداً للمحاربة من اجل هذه الأفكار التي قامت بتجزيء المبادئ بـ«سكين» المصلحة حسب الموقف فيضيع «المبدأ» في زحمة المصالح !
يتوافر للـ «أبطال من ورق» كل وسائل الاتصال بالعامة... فيكون للكاذب منبر يلقي خطاباته دون أدنى شعور بالذنب ! فنجد من ينتقد الشخصيات العامة ليس بهدف الإصلاح... وإنما بهدف ان يصبح شخصية عامة!
أصبح هؤلاء «الأبطال» سببا مباشرا في الخلافات السياسية حتى أصبحت الخلافات سببا في تدهور الاقتصاد والتعليم والصحة والمجتمع ككل فتعدت بذلك مفهوم السياسة بدخولها الى البيوت كضيف غير مرحب به!
يفجرون بالخصومة ويبتعدون عن أصول الحوار والنقاش الهادف... مع العلم ان النقاش عادةً لا ينجح الا اذا أراد الطرفان السماع.. وتركوا الحكم المسبق بسوء النية.. واتفقوا على وجود هامش لاختلاف الرأي!
يتعلق البعض بالأبطال الورقيين بسبب نقص معين، او ربما بسبب بحثهم الدائم عن الحقيقة... مع العلم ان الحقيقة دائماً موجودة... ولكن السؤال هو: هل بحثنا عنها في المكان الصحيح؟... فالحقيقة بحاجة لقوة الحجة!
ما يحدد قوة الحجة هي الدلائل... والدلائل يتم نقلها بأسلوب حوار... وما يحدد أسلوب الحوار هو الثقافة والتربية والأخلاق!
متى ما فرقنا بين النقد والتجريح والتزمنا حدود الأدب... نكون قد قطعنا نصف الطريق نحو التحضر!
آكشن!:
اللهم لا تجعلني ممن يمجدون الأشخاص ويجزئون المبادئ!
e-mail: [email protected]
twitter: al_mefleh