عدنان الشمري
بداية، ليسمح لي القراء الأعزاء بأن أخاطبهم بهذا المقال القاسي ـ نوعا ما ـ والمبرر حسب رأيي المتواضع، نتيجة لقناعتي الأكيدة بأن المؤشر المهم لأي أداء برلماني أو السبب الرئيسي لنجاح أي مجلس هو الناخب نفسه، فمجلس الأمة المنحل لم يأت إلا بعد تصويت واقتراع حر مارسه من يحق له الترشيح في الانتخابات الأخيرة، هذا المجلس لم يكن إلا صنيعة من صوت له، وهو نفس المجلس الذي بات يوصف بأنه مجلس تأزيمي، وأصبح نفس الناخب الذي صوت له يتذمر منه ويتمنى حله.
ربما أشبع العديد من كتاب المقالات وأصحاب الزوايا في مختلف الصحف اليومية والإلكترونية وغيرها من وسائل الإعلام أداء مجلس 2008 بالنقد والتحليل وإبداء الرأي حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وصول حالة التأزيم والصدام القوي مع الحكومة، واستمعنا جميعا لكل وجهات النظر التي أدلت بدلوها، وأنا أحترم وأقدر كل هذه الآراء، ولكن الأمر في تصوري ورأيي بسيط جدا ولا يحتاج لمزيد من التنقيب والأخذ والرد، السبب هو الناخب نفسه فالناخب هو الذي لم يحسن الاختيار غالبا ـ لأن هناك من الأعضاء من يستحق الوصول إلى قبة البرلمان ـ فاختار من جعل قاعة عبدالله السالم معطلة، اختار من صار همه الظهور والتصريح لوسائل الإعلام بمناسبة ودون مناسبة، اختار من لا يعرف سوى لغة التهديد والوعيد ولا يجيد سوى لعبة التراشق والتلاسن مع زملائه الأعضاء أو مع الحكومة، اختار من أراد أن يتعامل مع قضايا الوطن ومصير الأمة من خلال لعبة الاستجوابات فقط.
كان الحديث في السابق عن رغبة عارمة في جعل المرأة تشارك في العملية الانتخابية، فماذا كانت النتيجة بعد أن تحققت هذه الرغبة؟ للأسف اختارت المرأة «سي السيد» على قريناتها، اختارت من نسف لجنتها في بداية دور الانعقاد الحالي ثم أرجعها بعد ضغط شديد، ثم صار الحديث عن رغبة في تعديل الدوائر حتى وصلنا للنظام الانتخابي الحالي، ولكن كانت النتيجة كسابقاتها، فبعد أن أصبحت الخيارات أوسع، وبعد أن كان للناخب أن يختار من يمثل هموم الوطن، إلا أن هناك من وضع نفسه في دائرة ضيقة من الخيارات فربط صوته مع القبيلة أو المذهب أو الجماعة وترك الخيار الأوسع والأقوى، ليصبح المواطن الحلقة الأضعف.
لا أعلم لماذا لم يتعلم الناخب الدرس من أول مرة؟! ولا أجد مبررا لدخوله امتحان الدور الثاني مرات عدة؟! فهل أحب الذهاب إلى صناديق الاقتراع؟! مرة أخرى، اسمحوا لي أعزائي الناخبين والناخبات، هذا مجلسكم وقد تحملتهم «خياراتكم»، ورأيتم من ساهم في تعطيل التنمية، تحملتم من أصم آذاننا بالصراخ، تحملتم من ترك كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية، وركز على قضايا كان يمكن حلها بالوسائل والقنوات التي نصح باستخدامها صاحب السمو الأمير حفظه الله عدة مرات، وقد أتتكم فرصة أخرى للتعديل وللنجاح هذه المرة في الاختبار مباشرة وبامتياز، بعد أن جاء الحل الحكيم من صاحب الأمر - حفظه الله – فعليكم أن تحسنوا الاختيار هذه المرة.