في بعض اللقاءات الودية التي تجمع بين الصديقات، ويسود جو الثقة بين الحاضرات، يتطرقن أحيانا إلى التحدث عن أمور قد تكون خاصة وحساسة مع أزواجهن، بحثا عن حل أو علاج أو مجرد ثرثرة، فترى هذه تشكو وهذه تفتي وهذه تقول أنا الخبيرة وحلالة المشاكل، وعندما يشتد النقاش تجد أن الغالبية لا تملك من الثقافة الزوجية شيئا، وأن كل امرأة منهن تقيس الوضع على وضعها وحياتها الأسرية، ولا أنسى ذلك الموقف الذي أضحكني طويلا، عندما طلبت إحدى الحاضرات النصيحة بسبب الملل الذي أصاب زوجها منها، بعد حياتها الزوجية بسنتين، وقامت صديقاتها ترشدها إلى بعض الأمور الخاصة، عندها قفزت أختها توبخها: لماذا لا تطلبين مني ذلك وأنا أكثر منك خبرة؟! وعندما أكملت صديقتها نصائحها وتطرقت إلى أمر بسيط جدا، اشتاطت أختها (الفهيمة) غضبا وقالت «لو يطلب مني زوجي ذلك لطردته من الباب».
وأقصد من ذلك، أن كثيرا من الزوجات يبحثن عن الحل خارج بيوتهن، بينما الحل يكون (نصفه) بين أيديهن، يعني أن الزوجة لابد أن تدرس حالتها وحالة زوجها، فهي أكثر معرفة به من غيرها، وتضع التساؤلات وهي أسلم طريقة للوصول إلى النتيجة المطلوبة، فعندما تسأل امرأة نفسها ما الذي أدى إلى الملل والبرود في حياتي الزوجية؟ ما المشاكل التي مرت بها أسرتي أو مررت بها أنا، أو مر بها زوجي؟ ما الأمور التي يمكن أن تغير حياتنا للأفضل؟ وما الأشياء التي يمكن أن أثير بها اهتمام زوجي لي؟.. وأعمق سؤال يجب أن تقف أمامه كل امرأة هو: هل أنا فعلا أفهم زوجي؟
وأؤكد لكل زوجة تجيب عن هذا السؤال بنعم.. أنها بذلك تقفل باب الحل الذي تبحث عنه؟.. لأنه لو كانت كل امرأة تفهم زوجها لما اهتزت أركان الأسرة والعلاقة بين الزوجين، وللأسف فإن كثيرا من الأزواج يعيشون معا لسنوات طويلة، ولم يفهم أحدهما الآخر، ولم يبحثا حتى عن هذا الفهم والمعرفة بشريك الحياة، والمشكلة الأكبر أن تكون علاقتهما سطحية ومجرد أداء واجب، وان يستسلما لهذا الإحساس السلبي.
هنا أنصح كل امرأة بأن تكون أكثر وعيا، ولتعلم أن البحث عما ما يريد زوجها وما يسعده ليس بالصعوبة الكبرى، لأنها هي الأجدر بالإجابة عن هذا السؤال، وأن الثقافة الزوجية هي باب ومدخل للتقرب إلى زوجها، وما ينطبق عن فلان قد لا ينطبق على الآخر.
[email protected]