تقول: أكثر من مرة يكتشف زوجي خيانتي له عبر الهاتف، وفي كل مرة يتجاوز عن هذا الفعل ويغض الطرف عني، فهو يعلم لو انتشر الخبر بين الأهل ستنكشف ألاعيبه وخياناته، وأعلم أن المجتمع يرى أن الزوجة في هذه الحالة هي التي يقع عليها اللوم، لأنه ينتظر منها أن تصبر وتتحمل وتسكت عن مصيبتها وإهمال زوجها لها، بينما يغفر للزوج لأنه رجل وكأنه لم يمارس تلك الخيانة مع امرأة مثلها، وأن ما تطالب به شرعا يدخل في باب العيب، وأن ما يبحث عنه خارج إطار الحلال نزوة عابرة وما أكثر تلك النزوات! وأتساءل إن كان بمقدوره أن يمنح ذلك الحب وطاقة الشباب للأخريات الفاسدات، لم لا يكون ذلك لزوجته التي اختارها لتعفه ويعفها، وتنتظر منه أن يبادر وينظر إليها بعين الرحمة؟ انتهى كلامها. وبعيدا عن المناقشة في موضوع اتجاهها إلى تلك الخيانات المتكررة، نريد أن نرى الأمور بمنظار العدل، فليس كل زوج خائن لديه زوجة خائنة، وأن اهتمام المرأة بحفظ بيتها وتربية أبنائها، يرجع في أغلب الأحيان إلى وجود الوازع الديني والأخلاقي، وان الزوجة يكفيها أن تشعر بحب زوجها وحنانه لتسكت عما ترى من عيوب وأخطاء، وتتجاوز عن الزلات، رغم أثرها الباقي داخل النفس.
ولكن عندما نستمع إلى صوت الزوجة الخائنة، نرى أنها رغم ما تفعل فإنها تشعر بتأنيب الضمير، وتراها تلوم ذاتها وتتمنى لو صلح هذا الزوج لتعود الحياة إلى مجاريها خالية من الهموم والضغوط، لذا لا أستغرب عندما تقول إحداهن مبررة أفعالها تلك (أفعل.. ما يفعله هو)، وعندما تطرح عليها السؤال الأهم، هل فتحت حوارا مع زوجك؟ وهل نبهته إلى وجود هوة بينكما؟ وانه ينقصك وجوده واهتمامه؟ ترد بنعم.. كثيرا ما حاورته ولكن لا يهتم. وهذا ما أريد أن أوصله للقارئ الكريم، ان قبل حدوث (البركان) هناك إشارات واضحة نتغاضى عنها تمر في الأجواء، وان لكل ردة فعل.. فعل، وان أساس وقوع هذه الخيانة هو إهمال (صرخات) امرأة محطمة ومكبوتة، وهنا لا نبرر الأفعال المنكرة، لأن الخيانة لا تشبهها سوى الخيانة، وهي لفظ قبيح لا تتقبله أي نفس سوية، ولكن في هذا الزمان الذي تنتشر فيه الفتن بكل أشكالها، على الزوج أن يحافظ على زوجته لأنها أساس بناء أسرته، ويسد الخلل بقدر ما يمكن، وألا يترك الحبل على الغارب، فمركب الحياة الزوجية لا يسير إلا بهما، حفظ الله بيوتنا وبيوت المسلمين من كل منكر وشر.
[email protected]