أنوارعبدالرحمن
عندما كنت صغيرة «مادري هالأيام ليش ذكريات الطفولة راده عليّ؟» أذكر أحد أقربائنا وكان كبيرا في السن، إذا عرض التلفزيون احدى أغنيات المغنية «سميرة توفيق» فإن «اللي في أمه خير يتكلم» أو يمر أمام شاشة التلفاز.. من شدة إعجابه هو وأغلب رجال ذلك الجيل بهذه الفنانة الجميلة ذات حبة الخال السوداء التي تتربع على خدها الأبيض.
وكنا نحترم هذا الحب « بخوف ».. وزوجته التي «تتحلطم» على هذا الإعجاب وتعتبره مراهقة في سن «الشيخوخة».
واذكر أن أمي - أطال الله في عمرها - حكت لي قصة عن امرأة كويتية تطلقت عندما انتشر التلفاز بالأبيض والأسود داخل البيوت، بسبب افتتانها بمغن كويتي، كان إذا غنى «انسطلت» حتى إذا جاء زوجها وشاهدها مسطولة أمام هذه الشاشة التي فتنت كثيرا من الناس في ذلك الوقت نشبت بينهما المعركة وأخذت تتلفظ عليه بألفاظ سيئة، وتقارنه بجمال هذا المغني، وبعدها طلبت منه تطليقها حتى يتسنى لها التمتع بالنظر إلى ذلك الفنان الفاتن وهو يغني، «يا عيب الشوم».
ولأن هذا الموضوع لم يعد غريبا علينا، فكل سنة نسمع أن هناك فنانا اشعل قلوب العذارى وغير العذارى بطلته البهية وصوته الرخيم، أو فنانة سرقت قلوب الرجال الشباب منهم و«الشياب».. وأصبحت المقارنة «الغبية» بين الأزواج والزوجات، وحتى بعض الأحيان بين الاخوة والأخوات، هو الحوار والجدال العقيم بين جميع الأطراف.
واليوم.. نقرأ في الصحف والمجلات وفي المواقع الالكترونية عن عدد من حالات الطلاق في العالم العربي بسبب المسلسل التركي «نور» ومسلسل «سنوات الضياع» المدبلج، ولا أدري «الشرهة» على من؟،.. فعندما أعجبت تلك النساء بالممثل «مهند» ووصل بهن الإعجاب إلى حد الافتتان الذي سيطر على قلوبهن وعقولهن «والعياذ بالله» فتقارن بين رومانسيته وبين «جلافة أو برودة واهمال» أزواجهن لهن، لم يكن يعلمن أن هذا «غباء» منهن وسذاجة، فماذا سيجنين من تلك المقارنة؟.. وما النتيجة التي سيحصلن عليها بعدها؟ فهل شجاعتهن في الكشف عن خبايا هذا الحب الفاشل ستغير من هذا الرجل الذي تعوّد على أن يتصرف لسنوات طويلة بطريقة فاترة مع تلك الزوجة؟.. أو ستفاجأ صباحا عندما يستيقظ من نومه بأنه تحول إلى شاب أشقر جميل ذي طلة بهية فاتنة لأنه خاف منها أن تتركه وتطلقه بالثلاث؟
ما الإيجابية التي سيحصلن عليها عندما يلاحقن هذا الممثل وغيره على البريد الالكتروني، وتجميع الصور الخاصة به؟ وهو عايش حياته «ولا يدري عن هوى دارهم» ولا يلتفت لهذه الأمور التي لم تعد تثيره وأصبحت من كثرتها تبعث الملل إلى النفس، فهذه هي حياة المشاهير!
وايضا هذا الكلام موجه للرجال المفتونين بالممثلة «لميس» ومقارنتها بزوجاتهم.. فمتى نحكِّم عقولنا، ونتحكم في عواطفنا؟ و«كل ما هب الهوى من ناحية رحنا وراه!» وربي، هذا شيء يؤلم النفس.
شي ما شفتوه
يا من افتتنتم بـ «مهند» و«لميس» وغيرهما.. هناك مسلسلات قادمة عربية ومدبلجة، وهناك ممثلات وممثلون ومغنيون ومغنيات على قدر عال من الجمال الطبيعي وغير الطبيعي، سنشاهدهم على شاشة التلفزيون في الأيام والأشهر والسنوات القادمة، اتركوا لهم جزءا من هذه المشاعر الجياشة، فهناك وجوه أجمل ستتمتعون برؤيتها.. وستكون المقارنة أصعب.. بعد مهند ولميس! «من القادم الذي سيربح الملايين من القلوب؟».