ـ هل تعلمين أن اليوم هو يوم ميلادي؟
ـ نعم أعلم.
ـ توقعت أن تفاجئيني باتصال منك.
ـ ها أنت سبقتني إلى ذلك.
ـ لم أتوقع منك النسيان أو الجفاء أو البرود، تمنيت في هذا اليوم أن تبادري في مسح ذاكرة الأيام المليئة بالسواد، وتبدئي معي صفحة جديدة بيضاء من الخدوش، وأسمع منك ما يسرني، ويعيد المياه العذبة إلى مجاريها.
ـ ربما تفكيري في هذه المناسبة يختلف عن تفكيرك، وأريد أن تسمع مني من الدعوات والأمنيات التي لم تسمعها من امرأة غيري، مرت عليك في حياتك.
ـ وما هي دعواتك وأمنياتك لي في هذه المناسبة؟
ـ أتمنى لك أن تلتقي بامرأة جميلة جدا، فيكون الحب بينكما، لا تتفرقان ساعة إلا ووجدتما الشوق والوجد يعيدكما إلى بعضكما.
ـ أمنيتك لي هذه غريبة.
ـ أتمنى أن تكون هذه المرأة وفية لك، فلا ترى رجلا يملأ عينيها غيرك، فأنت فارس أحلامها، وأنت زوج المستقبل الذي سيبني معها العش السعيد، فلا تغيب عن قلبها لحظة ولا حتى عن أحلامها الوردية.
ـ لم أفهم ولكن أر..
ـ تهيم بك وتهيم بها، حتى تشعرا بأنكما ولدتما من جديد على كوكب آخر خارج الكرة الأرضية.
ـ انه شعور جميل ولكن لا أدري ما الذي تق...
ـ دعني أكمل.
ـ أكملي.. أكملي.
ـ تكتب فيها الشعر الغزلي، وتكتب فيك القصائد العاطفية، ولو سمع روائي بقصة عشقكما هذه لكتبها في مجلد قصصه.
ـ ألن تغاري منها لو حدث ما تقولينه بالفعل؟
ـ دعني أكمل..
ـ أكملي.. أيتها المتعبة حتى في أمنياتك.
ـ أتمنى وأنتما في عالمكما الآخر، أن يقتحم رجل دائرة الحب بينكما.
ـ ماذاااا؟
ـ وتتغير نظرتها.. وتتبدل عواطفها، وتحتار بتحولها، وترى منها ما يقض مضجعك.
ـ ما هذا الذي تقولينه؟!
ـ أتمنى أن ترى الخيانة مرسومة في عينيها، ومكتوبة في قصائدها، ومتعمدة في تحركاتها.
ـ خيانة؟.. أعوذ بالله.. ما توقعت أن أسمع منك هذا.
ـ لماذا تخاف من الخيانة كفكرة؟.. ولماذا تتعوذ من أمر لم تره في عيناك؟
ـ قولي ما الذي ترمين إليه؟
ـ أريد أن ترى ما فعلته بي، وأن تحترق بالنار التي حرقتني بها، فلكل منا قلب، ولكل منا ذاكرة، ويمكن أن تمسح الخدوش الصغيرة من الذاكرة، والجروح الطفيفة يمكنها أن تشفى، ولكن غير ذلك لا... تخيل لو قطع عضو من جسدك فهل تستطيع استرداده بعد فترة طويلة؟!
ـ أعتذر عن الإجابة.
ـ أنا سأجيب بدلا عنك، لا يمكن استرداده، والسبب انه قد عفن وبدأت رائحته الكريهة تنتشر.
ـ إنسانة غريبة ومختلفة.. وكل موقف أفاجأ بردود فعلك، وأعترف بأنني خسرت أنا أيضا جزءا من جسدي، ولم أستطع استرداده رغم احتفاظي به في قلبي.
ـ نعم في قلبك الذي حولته إلى ثلاجة، جمدت بها هذا الجزء ودماء الحب التي كانت تسري به، ولكنك فوجئت بعدما تذكرته بأنه قد تغير لون الحياة الذي كان يدب به، ولم يعد هو هو.
ـ مستحيل.. مستحيل.
ـ المستحيل هو أن تعود الدماء التي تجمدت في عروقه، لتسري في جسده الحي، لن أزيد على.. شكرا لخيانتك لأنها نبهتني انك كنت الجزء الفاسد الذي لابد من بتره.
[email protected]