حين ينهمر السيل يجرف معه كل شيء الأخضر واليابس، فلا يعود يسأل نفسه من النافع؟ كذلك الحال في الفساد الإداري لا ندري من مع مصلحة الوطن ومن ضدها في الفساد مثل الوباء ينتشر بالمصافحة بل هو أخطر من كورونا. فأثره يتوارثه جيل بعد جيل ويستمر كلما أتى مسؤول من نفس العينة.
وكأنهم يتوارثون نفس المنهج عينه عند المصالح كل شيء يتصالح.
بقدر ما يكون الذنب يكون العقاب لكن هنا تختلف المحاسبة فبقدر ما يكون النهب تكون الحصانة.
الحلول التي تستنفذ تجعلنا في حراك وعراك مستمر نحن بحاجة لأن نقتلع جذور الفساد من عرقه لكي تصبح أمامنا الصورة الحقيقية دون تعديل، ولنكون قادرين على وضع خطة إصلاح ورؤية الخراب بحجمه الطبيعي دون تهويل.
مشكلتنا أننا نبالغ في ردة فعلنا حين نكتشف فساد مسؤول وكأننا لأول مرة نرى ذلك، فبدل أن ننشغل بالحل نقع في شباك الهجوم واللوم.
أي تصحيح يحتاج للمواجهة مهما كان الوضع وإلى المحاولة مهما كلفنا الأمر.
ففي سياق الأحداث وجدنا التقصير كالحفرة التي تتسع كلما زاد الوضع سوءا حتى سقطنا في وعود المسؤول وغيبنا عن الصورة اليوم.
في الفساد الكل يرى نفسه بمرآة المنزه عن الخطأ لأنه تعود التصفيق وعشق الأضواء وحين يمر على نفسه وقت محاسبة تجده بالتبرير يسكت صوت الضمير حتى ألبس الحق باطلا.
الفاسد لا يتوقف عن فساده بالتشهير لأن هذه الحالة أشبه بوقود يشحن فيها تبريره ويغسل فيها عقول مؤيديه ومعارضيه، الفاسد ينتهي بالمحاكمة والمحاسبة حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه.
أحيانا يكون الدافع للفساد هم الناس حين يقومون بتزكية فلان والتوجيب مع علان متناسين حقوق الناس عامة وأن ابن دائرته أو قبيلته موجود لخدمة الجميع فيزيدونه تلميعا حتى تعمى أعينهم عن فساده.
سوء الإدارة نتائجها ترى في الأزمات لا في الرخاء الكل يملك براعة الكلام والخطاب.
من يساعد في الفساد هو شريك في نفس الجريمة فمن يلعب على الحبلين لأجل تمشية مصالحه ووقت الجد تجده يهاجم بوطنية هذا برأيي أخطر من المسؤول الفاسد حاسبوهم وجردوهم من صلاحياتهم ستجدون ان المسؤول الفاسد يبقى سمه فيه حتى يبتلعه ويموت.
Dr_ghaziotaibi@