كثيرا ما نتهكم في مصطلحاتنا بغية ادعاء الجهل، أو أننا وفي سبيل التفاؤل نحاول قلب الأحداث السيئة ونستبدلها بمصطلحات متضادة ترفع عنا الهموم، أو أننا وخوفا من الحسد، نستبدل حالا بحال خشية العين وما تصيبه من نعمائنا، وكذلك قد تضطرنا اللغة وعلى سبيل تطورها، أن يكون للمصطلح معنيان متضادان بحسب الاستخدام.
وإذا ما أردنا إسقاط هذه المقدمة، على واقعنا الغذائي المتضاد، نجد بما لا يجعل مجالا للشك، صراعنا الذاتي بين فريقين، فريق الميول والرغبات، وفريق المعالجة وإصلاح المسار، فبتتبع بسيط، نرى أننا في مجتمع يكاد لا يخلو في أي طريق أو مسلك، من مطعم شهي يقدم لنا أفضل ما تشتهيه أنفسنا، من أصناف الطعام المختلفة، بأسوأ أنواع الدهون والأصناف الغذائية، وتقدم على مدار اليوم (٢٤) ساعة! وحين نشعر بالتخمة والمرض والسمنة (ضيج الملابس)، نبحث فنجد عشرات الشركات الغذائية التي تقدم لك الحلول لإنقاص الوزن وصنع (الجسم السنبتيك)، ناهيك عن الأندية الرياضية وتمارينها الشاقة وضياع الوقت فيها، فنعيش في تلك الدوامة ما حيينا، بين صراع الرغبة والرهبة، مهملين لأهمية عامل الوقت، وقدسيته، وإرادتنا العاقلة، التي بها نستطيع أن نرتقي في كل شيء، لا سيما غذائنا وصحتنا.
إنه واقعنا الغذائي، وبهذا السوء والتردي، فكيف إذا ما جمعنا واقعنا المليء بالتضاد وعلى كل الأصعدة، سيكون ضيق اللباس رحمة في مقابل نقمة العيش تحت طائلة سلوكيات جمعت أعلى مستويات التضاد وألوانه.
ومضة: نستطيع إسقاط مقدمتنا حول التضاد على كل ممارستنا المجتمعية والذاتية.. سنرى العجب العجاب.
ملاحظة: أنا شخصيا مبتلى بهذا النوع من التضاد الغذائي!
Email: [email protected]
Twitter: philosopher1977