بقلم: حمود ناصر العتيبي
ان العقل الذي يرسم تفاصيل ما يشاهده بجماله وظلاله وأبعاده وإجماله وتفصيله، بجمال ما ظنوه قبيحا وبعظمة ما خالوه حقيرا، بصوره المتعددة وجهاته المتجسدة، بريشة لا روح فيها ولا حول ولا طول، مطوعة حيثما وجهت، مطيعة لما أمرت، لا خيار لها في مزج ألوانها ولا قرار لها في انتقاء مساحاتها واتجاهاتها وانبساطها ودقتها، لا تملك سوى ابتسامة المتعب حين يرى اكتمال إبداعه، ليرسل هذه الابتسامة في وجوه من تأمل الإنتاج مجتذبا صدق المشاعر وبراءة الاندهاش وشخوص أعين العابر، قادر على أن يرى كل جميل وقبيح في الباحة المشتركة بينهما، وعلى القفز بما حوته الأحوال من تراكم وترابط وتدافع وتساقط وتضخم وضمور إلى أن تحسم الأمور نواميسها الكونية التي وضعها خالق الكون، ودبرها مدبر كل دقيق وعظيم، فلا مشاعرنا ولا انفعالاتنا ولا بكاؤنا ولا تراجعنا ولا اندفاعنا سيغير ما قدره الله ولكنه العمل الذي من خلاله نؤجر والصبر الذي عليه نثاب والبذل الذي عنه سنسأل، لا عجز يا أخي في عقولنا ولا في حراكنا، لكنه التوكل والتوفيق.
لا تقهقر في عزائمنا، لا يا أخي، هي العزائم لا تنتهي بالهزائم، وهو الثبات خير العطايا من الله وخير الهبات، هو اليقين بقوله تعالى: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)، هو الضوء الذي أضاء قصور كسرى في أحلك الظروف وهي العزة التي بددت كل خوف، هو اليقين بأن الفلاح في (قد أفلح المؤمنون) والصلاح في (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
يا الله يا مدبر الأمور دبر أمور المسلمين وأقر أعيننا ببرد السلامة والسلام والفضيلة والإسلام والعزة والإقدام، والوفرة والإنعام.
[email protected]
humod2020@