بقلم: حمود ناصر العتيبي
نحن متيقنون بأن هذه الكلمة أو تلك، إن خرجت فسنندم عليها، ونتألم لإطلاقها، نعلم بأنها جارحة لمن أحببنا، جارحة لقلوبنا الضعيفة، معكرة لصفونا الجميل، مهددة لاطمئنانا الغالي.. نعلم هذا، لكننا نستحث الانفعالات ونحشد المبررات والدوافع لإطلاقها وقد كنا نسير على السهل، بلا جهد فنصعد على تلك الهضبة، نعاكس الجاذبية، ونبذل من طاقتنا ومن وقارنا، من تصالحنا مع ذواتنا، نصعدها ووقودنا عواطف مشتعلة قد أفلتت من زمام التعقل، حتى إذا وصلنا إلى ذروة الهضبة، أطلقنا كلماتنا بلا ترو فتدحرجت بلا توقف، وتضاعف انطلاقها بانجذابها للأرض، فلا جهد يكبحها آنذاك! ولا رجوع!
نلتفت بعد السقوط، وقد تعفرنا بطيشنا، وتشققت ثياب علاقاتنا، فإذا بالهضبة التي صعدناها ووقعنا منها، هي هضبة الندم، كساها تراب الغضب!
حينها سنندب الحظ ونلوم النفس ونقدم الاعتذارات، كمن يضع الدواء الحارق على الجرح المفتوح، يا خافقي كم أنت ساذج، أذعنت لضغوطك البشرية، وهمشت العقل والتروي!
تركت الصد عن فضول الكلام، أشغلك الخواء، وهدك الفراغ، وسحرك ضوء المدنية، ورغد العيش، ولطيف اللهو، عن الجد، وعن الرقي، وعن السمو، والترفع، فكأنك نزلت من سلمك الصاعد لتتيه في ساحات بلا عنوان، تبحث عن الألم وما سببه فلا تجد له سببا، لتخال كل ما حولك ألما يستحق السحق والصد!
ونزولك عن سلم المعالي هو ما آلمك، وأتعبك، وجعلك تلتفت إلى عوارض الطريق، وتمعن في التفاعل معها وقد نسيت أن الوقت لا يتيح لك ذلك، فلمن ستترك الوصول وقد كان الطريق لك.. لمن؟!
humod2020@
[email protected]