ما نشاهده اليوم من توقف للتعليم والذي يعد شريان الحياة وعصب المستقبل إثر تهديدات تفشي الوباء أمر مؤسف واستمرار التوقف لثلاثة شهور دون التقدم خطوة هدر للطاقات وللأوقات.
ومع تأكيد أنه لا حلول في الأفق والإعلان بضرورة التعايش مع الوباء بات لزاما علينا العمل وفق ما يتيسر من إمكانات (وهي ليست بالبسيطة) لاستمرار التعليم وتفعيله عن بعد، ويجب أن تتضافر الجهود ويتوحد الصف كي لا يتأخر الوطن عن مصاف الدول بما يؤكد الأمن الصحي والاجتماعي والتعليمي.
ومع التقدير للجميع سواء مع أو ضد إنهاء العام الدراسي، فالتعلم تمكين وزيادة سواء استمر الوباء أو انحسر، والمعلم على قدر من التمكن يتيح له قيادة الموقف التعليمي، فقط امنحوه الفرصة، وقد آن الأوان للعمل بيد واحدة وبتنسيق عال بين كل إدارات وزارة التربية، لاسيما جمعية المعلمين الكويتية، بدءا من تفعيل التواصل بينهم إلكترونيا، مرورا بتلبية كل الاحتياجات، لإعداد معلم قادر على التعليم عن بعد يمتلك مهارات إدارة صف افتراضي متكامل، تعليم متزامن وغير متزامن، مهارات تقييم المتعلم عن بعد، في خطط متكاملة لمتابعة المنهج وفق توصيات التواجيه الفنية والتي يناط بها إعداد خطط منهجية تواكب التعليم عن بعد وفق آلية للتقييم المستمر في نظام متكامل موحد يتيح خيارات للمعلم ويمكنه من تقييم متعلميه.
مع ضرورة إعداد الإدارات المدرسية لتقييم أداء معلميها ومتابعة متعلميها وتوفير دائرة تواصل مدرسي ومناطقي لسد الثغرات وتوفير الاحتياجات وتذليل العقبات وحث المتأخر للإقدام والإيعاز لأصحاب الشأن في حال الاحتياج للتدخل ولو وصل الأمر لمختار المنطقة ومحافظها.
إدارة التدريب والتطوير من الإدارات التي يقع على عاتقها الدور الأكبر في ظل هذه الأزمة وأمامها تحد كبير في تنظيم عملية تدريب المعلمين في عمليات لا تتوقف لحين محو أمية التعليم عن بعد.
محو أمية التعليم عن بعد هو الهدف للحقيقي الواجب العمل عليه، كما أن جمعية المعلمين شريك أساسي في تحقيق حملة نوعية إعلامية تربوية وتدريبية للتوعية بضرورة استمرار التعليم عن بعد والتدريب عليه وإيصال صوت المعلم وتقريب وجهات النظر.
فإذا كان التعليم حقا للكويتي تكفله الدولة إلزاميا إلى المرحلة الثانوية ومحو الأمية كان هدف القرن الماضي، فإن محو أمية التعليم عن بعد هو تحدي القرن الحالي ومن الواجب استمرار التعليم دون تأثر بأي مؤثر كان.
الكتب المدرسية والمقررات متوافرة على تطبيقات متعددة، ما نحتاجه فعليا الآن: قرار ثم العزم على العمل مع قيادات على قدر من المسؤولية والجدية وتأكيد الثقة بالموارد البشرية الفاعلة والأمينة والمضي قدما دون التفات مع تأكيد ضرورة تحديد مواعيد لتقييم سير العمل وتصحيح المسار فالوضع لا يحتمل إلقاء تهم فكلنا فيه سواء التعليم في ظل التعايش مع الوباء مسؤولية مجتمعية تؤكد أنه علينا القبول بالتحديات وتذليل عقبات وتسخير الإمكانات والابتعاد عن التناحر لنكون جميعا كلمة في فم الوطن.
وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وأعاننا على خدمة الوطن بإخلاص ورفع الله عنا الوباء والبلاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.
[email protected]
tfkeeer@