لكل شيء في هذه الدنيا بداية ونهاية، فالإنسان تبدأ حياته بولادته وتنتهي بموته وكذلك الأيام والساعات والأعمال والحروب، وحتى العلاقات بأنواعها بين الدول أو الأشخاص من حروب ونزاعات وصداقات وكذلك العلاقات الإنسانية كالمحبة والصداقة والزمالة وغيرها.
وربما لأنني من مواليد «الأبيض والأسود» ذاك الزمن الجميل فقد أميل إلى أمور بدأت افتقدها عند جيل أبنائنا ونتحسر عليها، بعد أن كنا نعيشها في زمننا الجميل زمن صفاء النفوس والطيبة، زمن الحب والمودة واحترام النفس والجيرة وكبار السن وزملاء العمل والصداقة الحقيقية، زمن البساطة في كل شيء يوم كنا نذهب معا إلى المدرسة ونعود معا ونتقاسم ضحكاتنا وآلامنا، أيام كان التلفزيون يبدأ بثه الساعة الـ 4 عصرا ويغلق في الـ 11 ليلا، نشاهد ذات البرامج مع الأسرة ونجتمع على ذات الطعام مهما كان نوعه.
نعم، مررنا بتجارب متنوعة وعلاقات اجتماعية مختلفة لكننا كبشر لم نقتنع بأن لكل شيء بداية ونهاية بحكم الغرور أو الثقة الزائدة أو «البصم بالعشرة»، وكما يقول اخوتنا المصريون «من العشم»، ولكننا نعتبر استمرارها بشكلها المرجو من المستحيلات، فكثير من أصدقاء الطفولة والدراسة والعمل وحتى السكن اختفوا من حياتنا.. نعم فهذه سنة الحياة.. و«ماكو شي يدوم».
لكن الأغرب والأكثر إزعاجا هو اختفاء الأحبة من أصدقاء وزملاء عمل أو أشخاص تربطنا بهم علاقات اجتماعية بشتى أنواعها بدافع المصلحة، وللمصالح أنواع كثيرة أيضا.
كما أن خبرة الحياة لم تنفعنا أو تحمينا من الغدر أو نكران أصحاب المصالح ممن عاشرناهم ووثقنا بهم، لذا وجب علينا أن نحسن اختيار الأصدقاء والزملاء والأحبة سواء في حياتنا العملية أو الاجتماعية، لأن الندم لن ينفع حينها وعندما «يقع الفاس بالراس»، وليس للندم علاج وستكون خسائره وتضحياتنا معه كبيرة وكثيرة.
آخر كلام.. أحسن اختيار من تعاشر، وحاول أن تضع لهم عدة اختبارات من بداية المشوار معهم، لكي تعرف العدو من الصديق، وتتيقن ممن يحبك من كل قلبه، وكما يقول المثل: «مو كل من ضمك ودك»، وما أجمل أن تكون المحبة صافية نقية بعيدا عن الغل والأنانية!
[email protected]