لا يخفى على أحد مقاومة الكويت للتطبيع مع إسرائيل منذ عام 1948، وتأسيس عام 1957 مكتب مقاطعة إسرائيل وإصدار قانون في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح (1964) لحظر حيازة وتداول السلع الإسرائيلية بكل أنواعها وحظر على «كل شخص طبيعي أو اعتباري أن يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقا مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل، أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها أينما أقاموا».
وعبر الزمان ومرور الأيام كرر سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، أكثر من مرة منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي، بأن الكويت ستكون آخر دولة عربية تطبع مع إسرائيل، وفي عهد المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد تأكدت مقاومة الكويت للتطبيع من خلال إنشاء العديد من لجان مقاطعة الصهاينة، وإقامة العديد من الملتقيات الرسمية والشعبية المقاومة للتطبيع، ومنع الإسرائيليين من ركوب طائرات الخطوط الجوية الكويتية، وقاطع اللاعبون الكويتيون أي مباريات مع اللاعبين الصهاينة.
وكذلك تمنع البضائع الإسرائيلية من دخول الكويت، ويمنع المواطنون الكويتيون من زيارة دولة الاحتلال. ولاتزال الكويت تسمي في القنوات التلفزيونية الرسمية والخاصة إسرائيل بـ «الاحتلال الإسرائيلي» أو «الصهيوني»، وتسمي من يُقتل من الفلسطينيين بـ «الشهداء» والدفاع الفلسطيني بـ«المقاومة الفلسطينية»، وكل تحرك إسرائيلي ضد الفلسطينيين بـ «الاعتداءات الصهيونية». كما تم إنشاء «المؤتمر الشعبي لمقاومة التطبيع مع إسرائيل» ومقره الكويت، وهي مبادرات ترتبت عليها هبة وحركة شعبية واسعة لمقاومة التطبيع والتحذير من مخاطره.
هذا السرد التاريخي على عجالة لموقف الكويت تجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني ممتد حتى يومنا هذا حيث تتكبد الخطوط الجوية الكويتية خسائر مالية تجاه موقفها من رفض نقل الصهاينة على متن الطائر الأزرق رفضا تاما وتحت أي مسمى أو مسبب، وتواجه القضايا في مختلف دول العالم تجاه هذا الموقف، وقبل أيام تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي خبر إلغاء الخطوط الجوية الكويتية أحد خطوطها بسبب قضية لأنها رفضت نقل راكب ترانزيت صهيوني على إحدى رحلاتها، ومن ثم قامت الخطوط الجوية الكويتية بنفي الخبر مؤكدة أن إيقاف الخط جاء بسبب تداعيات فيروس كورونا، وبعدها بدأت بعض أصوات النشاز والذباب الإلكتروني بتداول النكات الركيكة على الحدث، محاولة الانتقاص من موقف الكويت حكومة وشعبا من القضية الفلسطينية، متناسين المواقف المشرفة للكويت في هذا الصدد والتي يشهد لها التاريخ، ونحن نفخر أننا أبناء كويت العروبة والإسلام التي رفضت حكومة وشعبا ومؤسسات أي شكل من أشكال التعامل مع الكيان الصهيوني وقدمت نموذجا صلبا لدعم القضية الفلسطينية.