تعود القضية الفلسطينية - عبر انتفاضة القدس والأراضي المحتلة - لتؤكد أنها قضية الأمة المركزية والمحورية مهما تخاذلت أنظمة أو طبعت أخرى مع الكيان الغاصب الذي يحتل بقعة مقدسة لدى الأمة العربية والإسلامية.
ويستمر تطور الأحداث بارتقاء مزيد من الشهداء في العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين من القدس إلى غزة، لاسيما بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية ضد قطاع غزة عقب انتهاكاته ضد المقدسيين والمسجد الأقصى.. وهي عملية مهد لها قصف طائرات جيش الاحتلال لمنازل مواطنين في قطاع غزة.. حيث تؤكد المؤشرات الميدانية تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين لإيقاع أكبر عدد من الضحايا والخسائر هناك.
إن التصعيد الخطير الذي تعيشه فلسطين ومواجهات أهلنا في الأراضي المحتلة مع الكيان الصهيوني وجنوده هي مرحلة تكسير عظام جاءت في توقيت حرج يحاول فيها الصهاينة إتمام ما بدأوه قبل فترة عبر صفقة القرن وضم القدس كعاصمة لكيانهم المزعوم في ظل أزمة سياسية تعيشها إسرائيل التي لم تستطع تشكيل حكومة حتى الآن.. ليصار نتيجة تلك التقاطعات إلى ترحيل بقية الفلسطينيين من القدس الشريف تحت ذرائع قانونية وحجج واهية كانت الشرارة باشتعال الانتفاضة التي تشهدها القدس وبقية مدن فلسطين، والتي امتدت نيرانها لتشمل جميع أراضي فلسطين ومناطق سيطرة الصهاينة وصولا لتل أبيب التي وصلتها صواريخ الفصائل الفلسطينية.
العدوان الإسرائيلي استوجب ردا فلسطينيا مثله، حيث قصفت المقاومة تل أبيب ومحيطها بـ 130 صاروخا في أكبر رد فلسطيني يشهده الكيان الغاصب منذ قيامه - دون نسيان استهداف بقية المناطق - ما يؤكد خطورة المشهد ومدى جدية وتوتر الأوضاع هناك.
اللافت والمهم في هذه الانتفاضة - والذي لا شك سيربك حسابات المطبعين والمراهنين على نسيان القضية - هو تضامن الشعوب العربية والإسلامية مع قضيتهم الأولى فهبوا منددين ورافضين لعدوان الإسرائيليين على أهل القدس وبقية المدن الفلسطينية ومناصرين لقضية القدس والأقصى العادلة.. ولعل ما شهدته الكويت من مسيرات ووقفات احتجاج يبعث برسائل كثيرة مهمة، وإن كانت غير مستغربة على شعبنا الكويتي وبقية شعوبنا الخليجية والعربية التي عرفت بمناصرة قضيتهم الأولى، رغم تخاذل بعض الأنظمة وكذلك المنظومة الدولية (الأمم المتحدة) التي لم تقم بإصدار حتى إدانة لفظية وشكلية لاستهداف المدنيين المحاصرين في غزة والمجازر التي ترتكب بحقهم من قبل جيش الاحتلال.
«إنما النصر صبر ساعة»، والعدالة في جانب الحق مهما استطال البلاء، وأهلنا في فلسطين قلوبنا وشعوبنا ودعاؤنا وتضامننا معكم حتى تحقيق مطالبكم الإنسانية العادلة.