الخوض في أمر اللقاح ضد فيروس كورونا بات حديث كل الشارع حتى وصل الأمر للوقوف في ساحة الإرادة احتجاجا على فرض التطعيم كشرط أساسي للسفر، وما بين مؤمن بنظرية المؤامرة ضد عدد سكان العالم ومن أخذ التطعيم وندم من كثرة الشائعات التي تدور حوله، تذكرت قصة قديمة لفيلم روسي تدور أحداثه حول قرية بدائية كان سكانها يعتمدون على بئر ماء قريبة منهم بشكل أساسي لسد احتياجاتهم اليومية رغم وجود نهر وينبوع آخر لكن يبعدان عن القرية مسافة سير على الأقدام تستغرق ما بين 50 دقيقة إلى ساعة، وكان طبيب هذه القرية من كبار العلماء في زمانه وقد لاحظ أن هناك حالات جنون في تزايد بين صفوف أهالي القرية وبالبحث العلمي وإجراء الفحوصات الطبية على ماء بئر القرية القريبة منهم توصل إلى أن السبب يعود إلى هذه البئر كون مياهها تحمل مادة تجعل البشر يصابون بالجنون، فنهى أهل القرية عن الاقتراب من البئر ونصحهم بالتوجه إلى النهر أو الينابيع البعيدة لأخذ الماء من هناك، إلا أنهم لم يكترثوا لأمره وظنوا أنه يريد ماء البئر لنفسه فقط ومع مرور الوقت أصبح جميع أهل القرية مجانين عدا الدكتور الذي أصبح يجد صعوبة في الحياة وسط المجانين، فقرر أن يشرب من ماء البئر حتى يصبح مثلهم ويستطيع العيش بينهم.
المراد من سرد قصة الفيلم الروسي القديم أن الإيمان بالعلم منجاة من الجهل والتخلف، ووباء فيروس كورونا إن كان مصنعا في معامل أبحاث أو تطورا طبيعيا للفيروسات فقد بات خطرا يهدد حياة الناس في كل بقاع الأرض دون استثناء، وبعد التوكل على الله عز وجل ليس هناك حل في مواجهته إلا الامتثال لرأي الأطباء المختصين في مواجهة مثل هذه الأوبئة والجائحات ووفقا لآخر إحصائية لوزارة الصحة فإن نسبة المرضى الذين لم يتلقوا اللقاح 90.5% في أجنحة كوفيد-19 و89.4% في العناية المركزة بينما 99.1% من الوفيات لم يتلقوا لقاح كوفيد-19 وهذا مؤشر يؤكد أهمية تلقي اللقاح والكف عن سرد الشائعات أو تناقلها في ظل هذه الظروف الصحية الخطيرة التي يشهدها العالم اجمع وتذكروا ان الحكومة لم تصرف كل هذه الملايين من الدنانير لجلب اللقاحات دون أن تكون واثقة من ضرورتها للحفاظ على حيات المواطنين والمقيمين.
الخلاصة: أخذ اللقاح أو «التطعيم» حماية للجميع وخطوة أساسية للعودة بالحياة إلى طبيعتها، ومن لا يقبل بأخذ اللقاح فهو شأنك الخاص ولا يستطيع أحد إجبارك، لكن أن تحاول منع الآخرين من أخذ اللقاح وإطلاق الشائعات والاعتماد على مصادر محددة في أخذ المعلومات السلبية دون أن تكون على علم أو ذا شأن طبي بأمر الفيروسات والمصل المضاد، لها فهذا ليس شأنا خاصل إنما هو أمر عام لا يجوز الخوض فيه لمن ليسوا من ذوي الاختصاص.