خلال ستينيات القرن الماضي ومع زخم كل منجزاته بسباق ذلك الزمن اللامع تعليما وعلاجا وثقافة ورياضة وفنونا وعمرانا وتخطيطا سليما وتنفيذا مثله، ومتابعة دقيقة مخلصة لتفعيل القوانين وغيرها، لم تنس وزارات الشؤون والتربية والدفاع والداخلية كل فيما يخصه استعدادات البلاد للزراعة التجميلية بساحات كل المحافظات وزوايا الطرق والشوارع الرئيسية والجوامع والمدارس والأندية والحدائق العامة، وما أطلق عليه الحزام الأخضر للشريط الرابط بين محيط العاصمة ومناطق المحافظات الست الرئيسية، ليكون التشجير خير دليل على إرادة شباب الجوالة والكشافة، وشباب التطوع لما أطلق عليهم «الفتوة» هم مزيج تطوع الشباب للتشجير الموسمي بقيادة الوكيل المساعد للشباب في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حينذاك عبدالرحمن المزروعي (بويوسف)، حيث كان يقوم ورجال تلك الحقبة المبدعة بواجبهم الوطني ليبهر كل ضيف زائر أو وافد للكويت الحبيبة وتشار لهم بعلامات الإعجاب؛ لكونهم يقومون بواجبهم الكبير لتخضير صحراء، وتقليل تصحر الكويت عن جفافها من شمالها للجنوب، ومن شرقها للغرب، وكل مواقع تعنى بزراعة عود أخضر يسر الناظرين ولا يقطع منها إلا ما سمح الله تعارض منها مع خدمات وزارات الدولة بشوارعها والطرقات.
هكذا كانت هي الحياة العملية بحزمة واحدة، تتكاتف وزارات الدولة في العناية بالخدمات المختلفة دينا كويتيا برقاب تلك المجموعات ذات الأذرع المفتولة! ليتها تتكرر بمرتفعات المطلاع وشريط ساحل الصبية وما حولها، وكذلك الجزر المهملة بساحتها السياحية.
وكما صرح قادة الأرصاد الجوية وهيئة الزراعة المعنية بأن حالة درجات حرارة دولتنا هي أحد مسبباتها قلة زراعتها التجميلية! أو بالأحرى وراء إعدام أشجارها وشجيراتها في المناطق النموذجية وعند الشاليهات والجزر المنسية بلا ثواب ولا عقاب لردع مخربيها بحكمة متناقضة (أياد تعمر وأخرى تدمر زراعيا!) ليت الزمان يجود بأمثال الغائب الموجود الشيخ زايد بن سلطان حاكم دولة الإمارات العربية وأمثاله حاملي شعار «ازرع ولا تقطع إلا بإخطار وموافقة راعي الدار»، وشفتو اشصار بعد ذلك لكل الإمارات، نجدها أجمل الواحات ولا تزال خضراء تسر الناظرين! لنكن مثلها بقدوة أهلها المخلصين زراعة وتنقيط وتكامل زراعي كما هي واحة زايد الخير ما دام فينا قيادات للخير الواسع زراعيا بإذن الله.