محمد الخالدي
بعد أيام قليلة ستحتفل الكويت بعيد الاستقلال وعيد التحرير، وهي ذكرى عزيزة على أهل الكويت جميعا، تحمل في نفوسهم أصدق معاني الوفاء والعرفان للدور الأميركي الكبير في تحرير بلدهم من طغيان وتجبر المقبور صدام حسين وزمرته الفاسدة، وما أجمل أن تتزامن كل هذه الأعياد الدينية والوطنية والذكرى الثانية لتسلم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم وسمو ولي عهده الأمين لولاية العهد مع زيارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية، هذا البلد الصديق الذي له مكانة خاصة عند الكويتيين.
سيدي الرئيس، إن ما بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية من محبة على المستوى الشعبي والرسمي الشيء الكثير، وما يجمع الشعبين الكويتي والأميركي من قيم وتسامح وحب للخير وانفتاح على الآخر أكبر بكثير من أن تصفه الكلمات، وما يكنه أهل الكويت من تقدير وامتنان للرئيس الشجاع جورج بوش الأب الذي وقف مع الحق وقدم أرواح أبناء بلده دفاعا عن الحرية والسلام أعمق بكثير من أن يشكك فيه أحد. فالكويتيون لن ينسوا أبدا ذلك الموقف العظيم الذي ساهم بشكل أساسي في عودة بلدهم إليهم بعد محنة احتلال دامت لشهور سبعة كانت من أشد الأيام ظلما وظلاما.
سيدي الرئيس، تحل علينا ضيفا كريما في أيام مباركة في المسيحية والإسلام، فباسم قيم المحبة والسلام والتسامح التي تشترك فيها هاتان الديانتان يناشدكم أهل الكويت أن تقدموا لهم موقفا لا نحسبه غريبا عليكم بما تحملونه من تعاليم المسيحية السمحاء، يناشدكم أهل الكويت باسم الأمهات والآباء ممن غرر بأبنائهم ودفع بهم إلى ما لا يطيقون، يناشدونكم باسم التسامح والإخاء والمحبة أن تطلقوا سراح أبنائهم المعتقلين في غوانتانامو لتكتمل فرحتهم بهذه الأعياد، وليسجل لكم التاريخ هذا الموقف الكريم.
سيدي الرئيس، جاء في إنجيل لوقا قول السيد المسيح «أحبوا أعداءكم، أحسنوا معاملة الذين يبغضونكم، باركوا لاعنيكم، صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم»، فقلوب الأمهات والآباء تنتظر منكم اليوم هذا الموقف، وتأمل منكم خلال زيارتكم الكريمة مع بداية هذا العام الميلادي والعام الهجري الجديد أن تتوجوا فرحتهم بإطلاق سراح أبنائهم، فهل تقدم لهم يا سيدي هذه الهدية؟!