نجاة الحجي
بعد أن مرت علينا الكثير من المشكلات، وزادت الهموم على كاهل البسطاء من المواطنين وتكبلت الدولة بالعديد من الموضوعات الهامشية والخلافات المتكررة بين اعضاء السلطتين والتجاوزات المستمرة في لغة الحوار والتهديدات المتبادلة، كل ذلك انهك المواطنين وأوقف عجلة التنمية وزاد من تأخرنا فلم نستطع مواجهة موجة الغلاء العالمي، ولم نستطع السير مع موجة التقدم والتطور التي ركبها جميع من حولنا.
وبعد كل هذا، وبعد الكثير والكثير من صبر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تدخل سموه بمشرط الجراح الماهر، ولسان المفكر الحكيم، ليعيد القطار الى قضبانه مرة اخرى، فكان الحل هو افضل حل لهذا المجلس الذي وضع معاناة ومتطلبات واحتياجات وقضايا المواطنين جانبا، وراح يبحث عن المشكلات، ويتصيد الاخطاء لكل وزير، الكرة الآن في ملعبنا نحن في يد كل مواطن على هذه الارض، فبعد قرار صاحب السمو بحل المجلس والاعلان عن الانتخابات الجديدة في 17 مايو المقبل علينا نحن ان نكون موضوعيين في اختياراتنا، علينا ان نضع مصلحة الكويت العليا فوق كل اعتبار، علينا ان نضع امام أعيننا أداء بعض النواب خلال المرحلة السابقة، وننظر بعين الفاحص لبرامج المرشحين، ونعمل جاهدين على التمييز بين اصحاب الافعال وغيرهم عن مرددي الشعارات.
ان التصويت في يوم 17 مايو المقبل ليس مجرد اختيار 50 نائبا، لكنه اسهام فعال من كل فرد في صنع مستقبل هذه الدولة لسنوات ان لم تكن لعقود قادمة، اعتمادا على ما سيقدمونه من اداء، وما سيشرعونه من قوانين، ونحن مطالبون امام أنفسنا ودولتنا وحكامنا واجيالنا القادمة بأن نكون على قدر المسؤولية وأن نختار المرشح الأقدر على تحقيق طموحاتنا، والذي يغلب مصلحة الوطن والمواطنين على أي مصالح أخرى، والذي لا تحكمه الطائفية أو القبلية.
فهل هذا صعب علينا؟! ليحفظ الله الكويت من كل مكروه.