Note: English translation is not 100% accurate
جرائم يمكن تفاديها
الثلاثاء
2007/6/19
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : ناصر الخالدي
ناصر الخالدي
الجريمة صغيرة كانت أم كبيرة فانها بلا أدنى شك تسبب ازعاجا للوطن وقلقا للمواطنين وتشكل خطرا يشوه وجه الماضي والحاضر ويهدد المستقبل ولا يزول الخطر مادمنا نتوقع حدوث الجريمة في أي لحظة من اللحظات التي نعيشها ولن اتكلم عن الجرائم التي تحدث من قتل وسرقة وخطف وغيرها من الجرائم التي تسبب الغثيان والصداع واحيانا الحمى بل سأتكلم عن الجرائم التي يرتكبها المراهقون في الصيف نتيجة الفراغ والاهمال.
في الصيف تكثر الخلافات الشبابية على اتفه الاسباب من نوع «ليش تخزني» ثم تتطور الخلافات وتنمو وتكبر ثم تنفجر في آخر ساعات الليل ليدوي صوتها فيصل الى الاب الغارق في سبات عميق والى الأم التي تعتقد ان ابنها مثل ابيه غارق في سبات عميق وبعد هذا الانفجار الذي قد يخلف ضحايا تجد ان طرفا من هذه المشاجرة يذهب الى مخفر لتسجل في حقه قضية وطرفا ثانيا ينقل الى المستشفى وآخر غيرهما يلوذ بالفرار حتى يختفي عن الانظار، وكل هذا سببه الفراغ الذي يعاني منه الشباب في العطلة الصيفية، فلا تزداد الجريمة في وقت اكثر من تزايدها في فترة الصيف، مع العلم ان هناك اندية رياضية تفتح ابوابها لهؤلاء الشباب ومراكز شبابية لا تمنع احدا من دخولها ومراكز دينية تقدم الجوائز والهدايا لمن يسجل فيها، ولكنه الاهمال فلا ابالغ عندما اقول ان هناك آباء وامهات مهملون لآخر درجات الاهمال في حق ابنائهم، يخرج الابن ولا يعود حتى الصباح ولا يحرك الاب ساكنا ولا تسأل الأم ولا يسأله احد عن المكان الذي جاء منه او الصديق الذي كان بصحبته وكأنه وصل لدرجة عالية من النضج، وللاسف هناك اباء يهتمون بكل صغيرة وكبيرة من امور الحياة وتجدهم يراقبون الوضع الاقتصادي والسياسي والثقافي والديني واما مراقبة الابناء فلا تشكل عندهم اهمية وللاسف ايضا هناك امهات يراقبن آخر صرعات الازياء وآخر ما جادت به الشركات العالمية من تصاميم واشكال هندسية، اما مراقبة الابناء فليست اكثر من زيادة حرص ومضيعة للوقت وكما تقول بعض الامهات «الله الحافظ» وكما يحتاج الابن للمراقبة فان البنت كذلك تحتاج الى المراقبة، ولكن المراقبة مع وجود الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، وليست المراقبة التي تحمل طابع القسوة، فهذه هي الضياع بعينه فهناك فتيات لا يردن غير الكلمة وهناك ابناء فيهم من الخير ما يكفي لعمل الكثير من الانجازات لكن هذا الخير مثل السكر في كوب الشاي ليست له فائدة اذا لم يُحرك.
الاهتمام بالأبناء والمحافظة عليهم يمثلان الاهتمام بسمعتنا والمحافظة على سيرتنا أمام الآخرين، فالشاب الذي يرتكب جريمة ما ويدخل المحكمة تجد ان كل من يحط به يتكلم عن الجريمة التي ارتكبها وعن اهمال والده وتقصير والدته وقد تجد من يقولها ودون مبالاة «فلان مو متربي» فأين اباء وامهات هؤلاء الشباب الذين يتسكعون في الشوارع ويدخنون السجائر ويطوفون في المجمعات ويمطرون الناس بوابل من الكلمات التي تخدش الحياء وتزعج «المتربين»؟
وتشاهدهم وفي داخلك الحزن والأسى على مستقبلهم المظلم وعلى اعمارهم التي تجري دون فائدة تذكر فاذا كانت المراهقة بهذا الشكل وبهذا الأسلوب وبهذه الطريقة فماذا تتوقع من هؤلاء الشباب في المستقبل؟
هؤلاء الشباب بأمس الحاجة لمن يدخل حياتهم ويتحدث معهم وينصحهم ويأخذ بأيديهم ويعرفهم على الطريق الصحيح والمسار السليم لانهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، لا يمكن فصلهم او عزلهم، ولكن يمكن علاج تصرفاتهم والوقوف على اسبابها، فلا يعقل ان نتركهم يضيعون من ايدينا فهناك مراهقون على ابواب الضياع وانا هنا اتكلم عن مناطق معينة وليس عن دولة بأكملها، هناك الاندية والمراكز وهناك حلقات لتحفيظ القرآن، فعلينا الا نترد في اشراك الابناء فيها وتحفيزهم على التقدم والتميز واخيرا «عسى الله يحفظ الجميع».
اقرأ أيضاً