ناصر الخالدي
الحرب كارثة ما بعدها كارثة، اذ انها آفة الحياة وعار الانسانية ومصدر البؤس والشقاء، من ورائها التشرد واليتم والضياع، وفيها الرعب والدمار والتخريب، وفيها القتل والتنكيل والعذاب، فلا مجال للأمن والاستقرار.
وتاريخ الانسانية أكبر شاهد على صحة ما اقول، ولو وقفنا عند صفحة من صفحات هذا التاريخ وقرأناها بتأمل لبكينا من بشاعة المشاهد التي سنراها فلا شك في اننا سنمر على المجاعات وآثارها ولا شك في اننا سنمر على جثث القتلى ونرى قطرات الدم وهي تسيل، ليس هذا فحسب، بل سنشاهد عجوزا تقف امام الباب تنتظر عودة ابنها الغائب ويعود الابن عند المساء لكنه يعود جسدا بلا روح وتصرخ العجوز: ولدي حبيبي. ويخيم الحزن على الزوجة والأبناء.
الحرب لا تأتي الا من وراء عداوات وتخاصم ولا تكون الا بعد استعداد الطرفين، وعدا ذلك فلا يعتبر الا احتلالا واجتياحا، واذا كانت الحرب لها من يدافع عنها ويبرر حدوثها فلا أظن ان هناك أحدا يدافع عن اجتياح بلد آمن بلا سبب واذا وجد من يبرر ذلك فلعلة في النفس وخلل في الضمير ولو عاشوا ما عشناه أيام الاحتلال العراقي الغاشم لعرفوا حجم الكارثة التي وقعت علينا ولعرفوا اننا فجعنا بالجار الذي طالما كنا نقاسمه الأفراح والأتراح، فهل تلتئم جراحنا ونحن عشنا الفاجعة تلو الفاجعة والمصيبة بعد المصيبة؟ لقد عشنا اشهرا طوالا لم نر فيها ضوء الشمس ولم نسمع زغردة العصافير ولم نذق طعم الراحة.
هل ننسى يوم سالت دموع العالم بأكمله من اجل دمعة سقطت من عين أحد العظماء، فكان التحرير بسقوطها؟ انها دمعة الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، واسكنه فسيح جناته، هل ننسى يوم عاد رحمه الله الى أرض الكويت؟ فخر ساجدا شاكرا لله؟ هل ننسى الشهداء وروعة التضحيات؟ ام هل ننسى الأسرى والمعاناة؟ ان كنا ننسى فما الذي نتذكره.
نعم، ذكريات أليمة ولكننا لا نجد مفرا من الوقوف عليها وتذكرها، نتذكر تلك الأيام التي وقفنا فيها جنبا الى جنب واتحدنا فيها اتحادا لم يعرف له مثيل، فقد عجزت بشاعة التعذيب والتنكيل ان تزرع الخوف بأنفسنا بل زادتنا جلدا وشجاعة، فكلما استشهد لنا شهيد ضجت الدنيا تهليلا وتكبيرا.
اسأل الدنيا هل رأت مثلنا؟ وسائل الليل هل كنا الا رهبانا نكافح من اجل وطن عشنا فيه اجمل أيام العمر فكان من واجبنا ان ندافع عنه ولو كانت الروح هي الثمن؟ فلا يرضى بالذل والهوان من عاش بالعزة والإباء، واليوم نحن نعيش في عهد جديد وعراق اليوم ليس كعراق الأمس فلا مجال للحقد والتخاصم ولا وجود الا للحب والتفاهم ولنعمل على بناء جسور الترابط والتلاحم ولنوثق العلاقات بالأمن والأمان فبلاد الرافدين بلاد العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والأطباء والحكماء وهي في طريقها الى النهضة والازدهار ونبارك لهم الانجاز الرائع الذي حققه المنتخب العراقي بحصوله على كأس أمم آسيا لكرة القدم وأدام الله الأفراح في بلداننا أجمعين.
جولة
الابتسامة الرائعة، الاسلوب الجميل، الخلق الرفيع.. كل الشكر والتقدير للأخ سعيد محمد الشمري من الأمن والسلامة بوزارة الإعلام لمتابعته الجيدة.
القارئة لطيفة المطوع شكرا جزيلا على الخواطر الجميلة.
القارئ مشاري المطيري أدام الله التواصل فيما بيننا وأشكر نقدك البناء.
الأخ العزيز سكرتير رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات شادي السلامة شكرا على أسلوبك الراقي وتواصلك يسعدني ويزيدني شرفا.